عن حِجرِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«لِمَ أزلتَ رأسَكَ عن حِجْري؟» قالَ: إنَّه مِن الذنوبِ ملآنٌ، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«ما تجدُ؟» قالَ: أجدُ مثلَ دَبيبِ النملِ بينَ جِلدي وعَظمي، قالَ:«فما تَشتهي؟» قالَ: مغفرةَ ربِّي، قالَ: فنزلَ جبريلُ عليه السلام فقالَ: يا محمدُ، إنَّ ربَّك يَقرأُ عليكَ السلامَ ويقولُ لكَ: لو لَقيني هذا بقُرابِ الأرضِ خطيئةً لقيتُه بقُرابِها مغفرةً، قالَ: فأعلَمَه النبيُّ صلى الله عليه وسلم، قالَ: فصاحَ صيحةً فماتَ،
قالَ: فأمرَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بغسلِهِ وكفنِهِ وصلَّى عليه، ثم احتُملَ إلى قبرِهِ، فأقبلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَمشي على أطرافِ أنامِلِهِ، فقيلَ: يا رسولَ اللهِ رأيناكَ تَمشي على أطرافِ أنامِلِكَ؟ فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«لم أستطعْ أَن أضعَ رِجلي على الأرضِ مِن كثرةِ مَن شيَّعَه مِن الملائكةِ».
جزء الدراج (٤) حدثنا أبونصر أحمد بن محمد بن هشام الطالقاني: حدثني جدي، وأمالي الشجري (١/ ١٩٣) أخبرنا أبوالقاسم عبدالعزيز بن علي بن أحمد الأزجي قراءة عليه في منزله بباب الأزج ببغداد قال: حدثنا أبوبكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد إملاء بجرجرايا في شوال سنة إحدى وسبعين وثلاثمئة قال: حدثنا أبوعمران موسى بن هارون بن عبدالله بن مروان البزاز ويعرف بالجمال قال: حدثنا سليم بن منصور بن عمار،
كلاهما (هشام وسليم بن منصور) عن منصور بن عمار، عن المنكدر بن محمد بن المنكدر، عن أبيه، عن جابر .. (١).
* حديثُ: أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بعثَهم بعثاً عليهم قيسُ بنُ سعدِ بنِ عبادةَ، فجهِدوا،
(١) ذكره الحافظ في ترجمة ثعلبة في الإصابة (١/ ٤٠٥ - ٤٠٦) وقال: قال ابن منده بعد أن رواه مختصراً: تفرد به منصور. قلت: وفيه ضعف، وشيخه أضعف منه، وفي السياق مايدل على وهن الخبر، لأن نزول: {ما ودعك ربك وما قلى} كان قبل الهجرة بلا خلاف.