للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الله جل وعز:" قُلْ أَرَءَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ" (الأحقاف ٤)، يقول الإمام السمعاني: "ومعناه: أنه ليس لهم شرك لا في خلق الأرض ولا في خلق السماء: أي نصيب، فكيف تُعبد مع الله؟ " (١)، ولذا عقب جل وعلا على المشركين بقوله:" وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُوا مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ" (الأحقاف ٥)، فهذه الأصنام لا يسمعون دعاءَهم وإن دعوا، فالمراد: كيف يعبدون الأصنام، ولو دعوهم لم يستجيبوا لهم، ولم يسمعوا كلامهم (٢)

وقال جل وعلا:" قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا" (الإسراء ٥٦)، يقول السمعاني مبيناً وجه دلالة نقص هذه الآلهة وعجزها وعدم استحقاقها لوصف الإلهية: "روي أن المشركين لما قحطوا حتى أكلوا الجياف والكلاب استغاثوا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ليدعو لهم فأنزل الله تعالى هذه الآية (٣)، ثم قال: "لَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ"أي كشف الجوع والقحط عنكم،"وَلَا تَحْوِيلًا"أي: لايملكون نقل الحال، وتحويلا من السقم إلى الصحة، ومن الجدب إلى الخصب، ومن العسر إلى اليسر " (٤)، فأين هي من استحقاق الإلهية.

وقال جل وعلا:" أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُم مِّن دُونِنَا لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنفُسِهِمْ وَلَا هُم مِّنَّا يُصْحَبُونَ" (الأنبياء ٤٣) فالآلهة الباطلة المزعومة، أحقر من أن تضر نفسها فتمنع عن نفسها، فضلا من أن تمنع عن معبوديها،" وَلَا هُم مِّنَّا يُصْحَبُونَ" أي: يجاورون (٥).


(١) السمعاني: تفسير القرآن:٥/ ١٤٨.
(٢) السمعاني: تفسير القرآن:٥/ ١٤٩.
(٣) السمعاني: تفسير القرآن:٣/ ٢٥٠.
(٤) السمعاني: تفسير القرآن:٣/ ٢٥٠.
(٥) السمعاني: تفسير القرآن:٣/ ٣٨٢.

<<  <   >  >>