للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولذا حكم الحافظ ابن حجر على مجموع هذه الروايات بأن لها أصلاً، مع أنه حكى بضعف كل هذه الروايات ما عدا طريق سعيد بن جبير، ثم حكم على ثلاثة أسانيد بأنها مرسلة وعلى على شرط الصحيح، وقال: وهي مراسيل يحتج بمثلها من يحتج بالمرسل. ثم رد على الإمام ابن العربي والقاضي عياض في توهينهما لهذه القصة (١). ثم ذكر مسالك العلماء في توجيه هذه القصة، مع ما يتوافق مع العصمة. وكذا صححها الشيخ سليمان بن عبدالوهاب. (٢)

ومن الأقوال التي قيلت في المسألة، بناء على صحة ما ورد:

١ ـ قيل: إن الرسول عليه الصلاة والسلام، لم يقرأ، ولكن الشيطان ذكر هذا بين قراءة النبي صلى الله عليه وسلم، وسمع المشركون ذلك، وظنوا أن الرسول قرأ، وهذا اختيار الأزهري وغيره. (٣)

٢ ـ وقيل: إن الرسول عليه الصلاة والسلام، أغفى إغفاءة ونعس، فجرى على لسانه هذا، ولم يكن به خبر بإلقاء الشيطان، وهذا قول قتادة. (٤)

٣ ـ وقيل: إن هذا ألقاه بعض المنافقين في قراءته، وكان المنافق هو القارئ، فظن المشركون أن الرسول صلى الله عليه وسلم قرأ، وسُمي ذلك المنافق شيطاناً؛ لأن كل كافر متمرد بمنزلة الشيطان. قال السمعاني: " وهذا جواب ضعيف " (٥).

٤ ـ وقيل: إن شيطاناً يُقال له: الأبيض، عمل هذا العمل، وفي بعض الروايات: أنه تصور

بصورة جبريل، وأدخل في قراءته هذا. (٦)

٥ ـ وقيل: ألقاه الشيطان على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، فقرأ ساهياً.

٦ ـ وقيل: إن النبي صلى الله عليه وسلم قالها على وجه التعيير والزجر، يعني: أنكم تعبدونها كأنها الغرانيق العلى، كما قال إبراهيم: " بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا " (الأنبياء ٦٣).


(١) ابن حجر: فتح الباري: ٨/ ٤٣٩
(٢) سليمان بن عبدالوهاب: تيسير العزيز الحميد: ٢٣٥
(٣) السمعاني: تفسير القرآن: ٣/ ٤٤٩
(٤) السمعاني: تفسير القرآن: ٣/ ٤٤٩
(٥) السمعاني: تفسير القرآن: ٣/ ٤٤٨
(٦) السمعاني: تفسير القرآن: ٣/ ٤٤٩

<<  <   >  >>