للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأهل السنة وسط في هذا الباب، يقول الإمام ابن تيمية: " وهم وسط في باب صفات الله ـ سبحانه وتعالى ـ، بين أهل التعطيل الجهمية، وبين أهل التمثيل المشبهة " (١)، وبيان ذلك بقوله في موطن آخر: " وسط بين أهل التعطيل الذين يُلحدون في أسماء الله وآياته، ويعطلون حقائق ما نعت الله به نفسه، حتى يشبهوه بالعدم والموات، وبين أهل التمثيل الذين يضربون له الأمثال، ويشبهونه بالمخلوقات " (٢) إذ أهل السنة " يصفون الله بما وصف به نفسه، وبما وصفه بن رسله، من غير تعطيل، ولا تمثيل، إثباتاً لصفات الكمال، وتنزيهاً له عن أن يكون له فيها أنداداً، وأمثال، إثبات بلا تمثيل، وتنزيه بلا تعطيل " (٣).

وقد أبان الإمام السمعاني، عن بعض ملامح المنهج السلفي وقواعده في هذا الباب، وهو موافق لمذهب السلف الصالح، ومن هذه القواعد:

١ ـ أهل السنة لا يكيفون صفات الله تعالى، يقول السمعاني: " وهو كما وصف به نفسه من غير تكييف " (٤)، وقد سار السمعاني على هذا في تفسيره لآيات الصفات ومن ذلك قوله:

ـ في صفة الكلام لله تعالى: " وهذا مذهب أهل السنة، أنه سمع كلام الله حقيقة، بلا كيف " (٥)، وقال: " قال الزجاج والنحاس وغيرهما: كلم الله موسى عند الشجرة بلا كيف " (٦).

ـ وفي صفة اليد لله تعالى: " وأما اليد: صفة لله تعالى بلا كيف، وله يدان " (٧).

ـ وفي صفة الوجه لله تعالى: " والوجه: صفة لله تعالى بلا كيف، وجه لا كالوجوه " (٨).

ـ وفي صفة الاستواء لله تعالى: " وأما أهل السنة فيتبرؤون من هذا التأويل، ويقولون: إن الاستواء على العرش صفة لله تعالى، بلا كيف " (٩).


(١) ابن تيمية: العقيدة الواسطية: أضواء السلف، الرياض، ط ٢، ١٤٢٠ هـ، (٨٢).
(٢) ابن تيمية: الصفدية: ١/ ٧١
(٣) ابن تيمية: الجواب الصحيح: ١/ ٧١
(٤) السمعاني: تفسير القرآن: ٣/ ١٧٧
(٥) السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ٥٠٣
(٦) السمعاني: تفسير القرآن: ٤/ ١٣٧
(٧) السمعاني: تفسير القرآن: ٢/ ٥١
(٨) السمعاني: تفسير القرآن: ٢/ ١٠٨
(٩) السمعاني: تفسير القرآن: ٢/ ١٨٨

<<  <   >  >>