للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ـ وعن ابن عباس: أن (حم ـ عسق) اسم الله الأعظم (١).

ـ وعن علي: أن (كهيعص) اسم من أسماء الله تعالى (٢).

أولاً: نقل السمعاني خِلافاً طويلاً في الأحرف المقطعة، حتى قال ابن حجر: " وقد اختلف في هذه الحروف المقطعة التي في أوائل السور، على أكثر من ثلاثين قولاً " (٣).

فذكر السمعاني قولان: (٤)

الأول: أنها غير معلومة المعنى، وهو منقول عن الشعبي وجماعة من المتقدمين، قال: "والفائدة من ذكرها: طلب الإيمان بها، وأن يُعلم أنها من عند الله تعالى " (٥).

وفي هذا يقول ابن العربي المالكي: " وقد تحصَّل لي فيها عشرون قولاً وأزيد، ولا أعرف أحداً، يحكم عليها بعلم، ولا يصل فيها إلى فهم " (٦).

الثاني: أنها معلومة المعنى، واختلفوا في المراد منها على أقوال:

١ ـ أن كل حرف منها يدل على معنى، قال ابن عباس: معنى قوله (الم): أنا الله أعلم، و (المص) معناه: أنا الله أعلم وأفصل، وفي (المر): أنا الله أعلم وأرى، وفي (الر): أنا الله أرى، واستحسنه الزجاج، وقال: وبمثله قالت العرب، فإن العرب قد تأتي بحرف، وتريد به معنى.

٢ ـ أنها أسماء للقرآن، قاله قتادة.

٣ ـ أنها أسماء للسور، قاله مجاهد.

٤ ـ أنها قسم، أقسم الله بها؛ لشرفها وفضلها؛ لأنها مباني كتبه المنزلة.

وهذا ملخص ما ذكره السمعاني، وإلا فإن هناك أقوال أخرى، حكيت في المسألة.

أما ما يتعلق بأنها من أسماء الله تعالى، أو أنها اسم الله الأعظم، فهذا وإن ورد فيه النقل عن بعض السلف، إلا أنه يعوزه أمران:

الأول: إثبات صحة ما ورد عنهم بالسند الصحيح.


(١) السمعاني: تفسير القرآن: ٥/ ٦٢
(٢) السمعاني: تفسير القرآن: ٣/ ٢٧٦
(٣) ابن حجر: فتح الباري: ٨/ ٥٥٤
(٤) السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ٤١
(٥) السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ٤١
(٦) ابن حجر: فتح الباري: ١١/ ٣٥١

<<  <   >  >>