للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صلى الله عليه وسلم وهو في الحجر يدعو ويقول: " يا الله، يا رحمن "، فرجع إلى المشركين، وقال: إن محمداً يدعو إلهين، يدعو الله، ويدعو آخر اسمه الرحمن، ولا نعرف الرحمن إلا رحمن اليمامة، فأنزل الله هذه الآية، وأنزل أيضاً قوله تعالى: " قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ " (الإسراء ١١٠) " (١).

ـ وقال سبحانه وتعالى: " وَإِذَا رَأَىكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُم بِذِكْرِ الرَّحْمَنِ هُمْ كَافِرُونَ (٣٦) " (الأنبياء ٣٦)، يقول السمعاني: قال هذا، لأنهم كانوا يقولون: لا نعرف الرحمن إلا مسيلمة " (٢).

ـ وقال تعالى: " وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا " (الفرقان ١٦٠)، قال أهل التفسير: إنما قالوا هذا؛ لأنهم كانوا لا يعرفون اسم الرحمن في كلامهم، فسألوا عن الرحمن لهذا. وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دعاهم للرحمن، ويُقال: إن أبا جهل قال له: يا محمد، من يعلمك القرآن؟ فأنزل الله تعالى: " الرَّحْمَنُ (١) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (٢) " (الرحمن ١ - ٢)، قال أبوجهل وغيره: لا نعرف الرحمن إلا مسيلمة باليمامة، وكان يُسمى: رحمان اليمامة. (٣)

وذكر اسم الرحمن كان كثيراً في التوراة، يقول تعالى: " وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ

بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ " (الرعد ٣٦)، رُوي أن اليهود الذين أسلموا، كانوا يستقلون ذكر الرحمن في القرآن، مع كثرة ذكره في التوراة، فلما كرر الله ذكر الرحمن في القرآن فرحوا، فأنزل الله تعالى هذه الآية. (٤)


(١) السمعاني: تفسير القرآن: ٣/ ٩٣
(٢) السمعاني: تفسير القرآن: ٣/ ٣٨٠
(٣) السمعاني: تفسير القرآن: ٤/ ٢٨
(٤) السمعاني: تفسير القرآن: ٣/ ٩٨

<<  <   >  >>