للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هـ ـ ومما يُقارب معنى الرحيم من أسماء الله تعالى: اسمه (الرؤوف): وقد أثبت الله جل وعز له هذا الاسم، في كتابه العزيز، فقال: " وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ " (البقرة ٢٠٧)، يقول السمعاني: " أي: شديد الرحمة بهم " (١).

وقال سبحانه: " إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ " (البقرة ١٤٣)، يقول السمعاني: "الرأفة: أشد الرحمة " (٢).

وقال سبحانه: " وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ " (آل عمران ٣٠)، ومن رأفته، أن حذرهم، ورغبهم، ورهبهم، ووعدهم، وأوعدهم. (٣)

يقول الحليمي: " الرؤوف: المتساهل على عباده، لم يحملهم مالا يطيقون، ومع ذلك غلَّظ فرائضه، في حال شدة القوة، وخففها في حال الضعف ونقصان القوة، وأخذ المقيم بما لم يأخذ به المسافر، والصحيح بما لم يأخذ به المريض، وهذا كله رأفة ورحمة " (٤). وقد فسَّر السمعاني اسم الله اللطيف في قوله تعالى: " اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ " (الشورى ١٩)، بالرحمة، فقال:" أي: بار، حفي، رحيم بهم " (٥).

ورحمة الله تعالى التي هي من آثار اسمه الرحيم، وسعت كل شيء، كما قال تعالى: "وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ " (الأعراف ١٥٦)، يقول الحسن وقتادة: وسعت رحمته البر والفاجر في الدنيا، وهي للمتقين يوم القيامة. (٦)

ومن رحمته بالكفار: إمهالهم في العذاب. (٧)

أما لفظ الرحمة في القرآن، فهو يختلف باختلاف مورده وسياقه، فقد يرد بمعنى:

١ ـ الجنة: كما قال تعالى: " فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ " (الجاثية ٣٠)، يقول السمعاني: أي جنته. (٨)


(١) السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ٢٠٩
(٢) السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ١٥٠
(٣) السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ٣١٠
(٤) الحليمي: مختصر شعب الإيمان: ٢ - ٤
(٥) السمعاني: تفسير القرآن: ٥/ ٧١
(٦) السمعاني: تفسير القرآن: ٢/ ٢٢١
(٧) السمعاني: تفسير القرآن: ٣/ ١٧٦
(٨) السمعاني: تفسير القرآن: ٥/ ١٤٥

<<  <   >  >>