للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأثبت الإمام السمعاني الجنة وما فيها من النعيم، والنار وما فيها من العذاب الأليم، وقد قَرَّر عقيدة الآخرة في الجنة والنار، وفق ما جاء عن أهل السنة والجماعة، على النحو التالي:

أ ـ أن الجنة والنار مخلوقتان، واستدل السمعاني على ذلك بقوله تعالى: {فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [البقرة:٢٤]، يقول: " " أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ " أي: هيئت للكافرين، وهذا دليل على أن النار مخلوقة، لا كما قال أهل البدعة. ودليل على أنها مخلوقة للكافرين، وإن دخلها بعض المؤمنين تأديباً وتعريكاً ". (١)

واستدل بأن الجنة مخلوقة، بأن الله أمر آدم أن يسكن الجنة، قال تعالى: {وَقُلْنَا يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} [البقرة:٣٥]، وأورد السمعاني إشكالاً مفاده: " فإن قيل: لم أمرهما بدخول الجنة، وقد وعد أن من دخلها يكون خالداً فيها، فكيف أخرجهما من الجنة؟ قلنا: إنما ذلك الوعد في حق من يدخلها للثواب والجزاء، وآدم إنما دخل الجنة بالكرامة دون الثواب " (٢). وقال في تفسير قوله تعالى: {عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (١٤) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (١٥)} [النجم:١٤ - ١٥]، وفي الآية دليل على أن الجنة في السماء، وأنها مخلوقة، ومن زعم أنها غير مخلوقة، فهو كافر بهذه الآية ". (٣)

ب ـ أنهما عظيمتان، واستدل السمعاني على ذلك بقوله تعالى: {فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [البقرة:٢٤]، قال علي وابن مسعود: " هي حجارة الكبريت؛ لأنها أكثر توقداً والتهاباً، وقال الباقون هي جميع الحجارة، يقول السمعاني: " وهذا دليل على عظيم تلك النار ". (٤)


(١) السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ٥٩
(٢) السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ٦٨
(٣) السمعاني: تفسير القرآن: ٥/ ٩١
(٤) السمعاني: تفسير القرآن: ١/ ٥٩

<<  <   >  >>