للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفيهَا: اشْتغل الْمُوفق بِقِتَال صَاحب الزنج مَعَ عجز الْخَلِيفَة الْمُعْتَمد واشتغاله بِغَيْر تَدْبِير المملكة، فتغلبت القواد والأتراك على الْأَمر وَقل خوفهم فَاشْتَدَّ الْأَمر على أهل بِلَاد الْخَلِيفَة.

ثمَّ دخلت سنة سبع وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ: فِيهَا كَانَ بَين الْمُوفق أخي الْخَلِيفَة وَبَين الْخَبيث صَاحب الزنج حروب يطول شرحها، وكشف صَاحب الزنج عَن الأهواز وَاسْتولى عَلَيْهَا، ثمَّ سَار الْمُوفق إِلَى مَدِينَة صَاحب الزنج وَكَانَ قد حصنها عَظِيما وسماها المختارة فَخرج إِلَيْهَا أَكثر أَهلهَا وَضعف الْبَاقُونَ عَن حفظهَا فسلموها بالأمان.

وفيهَا: ولي صقلية الْحسن بن الْعَبَّاس فَبَثَّ السَّرَايَا.

ثمَّ دخلت سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَسنة تسع وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ: فِيهَا خَالف لُؤْلُؤ غُلَام احْمَد بن طولون على مَوْلَاهُ، وَكَانَ فِي يَد لُؤْلُؤ حمص وقنسرين وحلب وديار مُضر من الجزيرة، وَكَاتب الْمُوفق فِي الْمصير إِلَيْهِ ثمَّ سَار إِلَيْهِ.

وفيهَا: أَمر الْمُعْتَمد بلعن أَحْمد بن طولون على المنابر لكَونه قطع خطْبَة الْمُوفق وَأسْقط اسْمه من الطرر، وَإِنَّمَا أَمر الْمُعْتَمد بذلك مكْرها لِأَن هَوَاهُ كَانَ مَعَ ابْن طولون لِأَن الْمُوفق استولى على الْأَمر، وَقصد الْمُعْتَمد اللحوق بِابْن طولون بِمصْر لينجده على أَخِيه الْمُوفق لاشتغال الْمُوفق بِقِتَال الزنج، فَأمْسك إِسْحَاق بن كنداج عَامل الْموصل القواد الَّذين فِي صُحْبَة الْمُعْتَمد وأرسلهم إِلَى بَغْدَاد، وَتقدم إِلَى الْمُعْتَمد بِالْعودِ فَلم يُمكنهُ مُخَالفَته فَرجع إِلَى سامراء.

ثمَّ دخلت سنة سبعين وَمِائَتَيْنِ: فِيهَا لليلتين خلتا من صفر قتل صَاحب الزنج لَعنه اللَّهِ بعد أَن قتل غَالب أَصْحَابه وغرقوا وطيف بِرَأْسِهِ على رمح وَاشْتَدَّ فَرح النَّاس، وَرجع الْمُوفق إِلَى مَوْضِعه وَالرَّأْس بَين يَدَيْهِ وَأَتَاهُ من الزنج عَالم عَظِيم فَأَمنَهُمْ، ثمَّ بعث الرَّأْس إِلَى بَغْدَاد. وَأَيَّام الْخَبيث أَربع عشرَة سنة وَأَرْبَعَة أشهر وَسِتَّة أَيَّام.

وفيهَا: توفّي الْحسن بن زيد الْعلوِي صَاحب طبرستان فِي رَجَب وولايته تسع عشرَة سنة وَثَمَانِية أشهر وَكسر، وَولي مَكَانَهُ أَخُوهُ مُحَمَّد.

وفيهَا: توفّي أَحْمد بن طولون صَاحب مصر وَالشَّام بعد رُجُوعه من طرطوس أكل بأنطاكية لبن جاموس فَأكْثر وأصابه تخمة واتصلت حَتَّى صَار مِنْهَا ذرب حَتَّى مَاتَ، وإمارته نَحْو سِتّ وَعشْرين سنة، وَكَانَ حازما عَاقِلا بنى قلعة يافا وَلم تكن وَالْجَامِع الْمَعْرُوف بِهِ بَين مصر والقاهرة وَهُوَ عَظِيم، وَولي بعده ابْنه حمارويه.

وفيهَا: توفّي مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن جَعْفَر الصَّاغَانِي، وَدَاوُد بن عَليّ الْأَصْفَهَانِي إِمَام أَصْحَاب الطَّاهِر ومولده سنة اثْنَتَيْنِ وَمِائَتَيْنِ، وَكَانَ إِمَامًا مُجْتَهدا ورعا أَخذ هُوَ وَأَصْحَابه بِظَاهِر الْآثَار وَالْأَخْبَار وأعرضوا عَن التاويل، وَكَانَ لَا يرى الْقيَاس فِي الشَّرِيعَة ثمَّ اضْطر إِلَيْهِ فَسَماهُ دَلِيلا، وَخَالف الْأَئِمَّة الْأَرْبَعَة فِي أَحْكَام مِنْهَا: قَوْله الشّرْب خَاصَّة فِي آنِية الذَّهَب

<<  <  ج: ص:  >  >>