للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَلما وصل تورون إِلَى بَغْدَاد هرب سيف الدولة عَنْهَا، وَدخل تورون بَغْدَاد فِي الْخَامِس وَالْعِشْرين من رَمَضَان هَذِه السّنة فَخلع المتقي عَلَيْهِ وَجعله أَمِير الْأُمَرَاء، وَبَقِي المتقي خَائفًا من تورون - بِضَم التَّاء - ... .

وفيهَا: توفّي السعيد نصر بن أَحْمد بن الساماني صَاحب خُرَاسَان وَمَا وَرَاء النَّهر بالسل وولايته ثَلَاثُونَ سنة وَثَلَاثُونَ يَوْمًا وعمره ثَمَان وَثَلَاثُونَ سنة كَانَ حَلِيمًا كَرِيمًا، وَتَوَلَّى بعده نوح ابْنه وَحلف لَهُ فِي شعْبَان.

وفيهَا: أرسل ملك الرّوم يطْلب من المتقي منديلا زعم أَن الْمَسِيح مسح بِهِ وَجهه فَصَارَت صُورَة وَجهه فِيهِ وَأَن هَذَا المنديل فِي بيعَة الرها وَأَنه إِن أرْسلهُ أطلق عددا كثيرا من الأسرى، فأحضر المتقي الْقُضَاة وَالْفُقَهَاء واستفتاهم فِي ذَلِك فَاخْتَلَفُوا فَقَالَ بَعضهم: دَفعه إِلَيْهِم وَإِطْلَاق الأسرى أولى، وَقَالَ بَعضهم: إِن هَذَا المنديل لم يزل فِي بِلَاد الْإِسْلَام وَلم يَطْلُبهُ ملك مِنْهُم فَفِي دَفعه إِلَيْهِم غَضَاضَة، وَكَانَ فِي الْجَمَاعَة عَليّ بن عِيسَى الْوَزير فَقَالَ: إِن خلاص الْمُسلمين من الْأسر والضنك أولى من حفظ هَذَا المنديل، فَأمر الْخَلِيفَة بِتَسْلِيمِهِ إِلَيْهِم وَأرْسل من تسلم الأسرى.

وفيهَا: توفّي مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الفرغاني الوصفي أستاذ أبي بكر الدقاق الْمَشْهُور.

وفيهَا: مَاتَ سِنَان بن ثَابت بن قُرَّة الطَّبِيب الحاذق مَاتَ بعلة الذرب وَمَا نَفعه طبه.

ثمَّ دخلت سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وثلثمائة: فِيهَا سَار المتقي عَن بَغْدَاد خوفًا من تورون وَابْن شيرزاد إِلَى جِهَة نَاصِر الدولة بالموصل، وَانْحَدَرَ سيف الدولة يلتقي المتقي بتكريت، ثمَّ انحدر نَاصِر الدولة إِلَى تكريت أَيْضا وأصعد الْخَلِيفَة إِلَى الْموصل، ثمَّ سَار الْخَلِيفَة وَبَنُو حمدَان إِلَى الرقة فأقاموا بهَا.

وَظهر للمتقي تضجر بني حمدَان مِنْهُ وإيثارهم مُفَارقَته فَكتب إِلَى تورون ليصالحه، وَخرجت السّنة على ذَلِك.

وفيهَا: خرجت طَائِفَة من الروس فِي الْبَحْر وطلعوا من الْبَحْر فِي نهر الْكر فَانْتَهوا إِلَى مَدِينَة برذعة فاستولوا عَلَيْهَا وَقتلُوا ونهبوا وَرَجَعُوا فِي المراكب.

وفيهَا: مَاتَ أَبُو طَاهِر رَئِيس القرامطة بالجدري.

وفيهَا: كَانَ بِبَغْدَاد غلاء عَظِيم.

وفيهَا: اسْتعْمل نَاصِر الدولة بن حمدَان مُحَمَّد بن عَليّ بن مقَاتل على قنسرين وحمص والعواصم، ثمَّ اسْتعْمل بعده فِيهَا أَيْضا ابْن عَمه الْحُسَيْن بن سعيد بن حمدَان.

ثمَّ دخلت سنة ثَلَاث ثَلَاثِينَ وثلثمائة: فِيهَا سَار المتقي إِلَى بَغْدَاد وخلع كَانَ قد كتب المتقي إِلَى الأخشيد صَاحب مصر يشكو مَا هُوَ فِيهِ، فَجَاءَهُ الأخشيد من مصر إِلَى الرقة بِهَدَايَا عَظِيمَة وحرص أَن يسير مَعَه إِلَى مصر ليَكُون بَين يَدَيْهِ فَلم يفعل، فَأَشَارَ عَلَيْهِ بالْمقَام

<<  <  ج: ص:  >  >>