للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقدْ أغفلوها مُسْتَحَلّينِ تَرْكَها ... وقدْ أغفلوها فهيَ منهمْ بواهلُ

لخانوا أماناتِ الإِلهِ وعَهْدَهُ ... وما اللهُ عما يعملُ القومُ غافلُ

ويبكونَ أنْ ضلّ البعيرُ سفاهةً ... وأن تظمأ الشَّولُ الجوازى الأوابل

وأن تَقفَ البَيْقُورُ عندَ وُرُودِها ... هُناك التّبكي مِنهُمُ والتقاتُلُ

فَهلاّ على الدينِ الحنيفِ بكيْتُمُ ... فلا رقأتْ تلك الدُّموعُ الهواملُ

لِيبكِ لدينِ اللهِ منْ كان باكياً ... فقدْ قُطعتْ منهُ العُرى والوسائلُ

ولم يَحْمِ دِيناً مُستباحاً حَريمُهُ ... منَ المعتدى إلا القنا والقنابلُ

وفِتيانُ صِدْقٍ صابرون لربهمْ ... يُحامون عنه وهو عنهمْ يُناضلُ

يَحْشُّون حَوْماتِ الوغى بنفوسِهم ... إذا هابها الثّبْتُ المِحَشُّ المُباسل

وقال أيضا:

أولى له أنْ يريهِ الهمُّ والشَّجنُ ... إذْ لَمْلَمَ الظُّعْنَ يَوْمَ الرحلةِ الظَّعنُ

أشكو إلى اللهِ ما لاقيْتُ بعدَهُمُ ... غُدَيَّةَ المَوْجِ لمَّا اعْرَوْرَفَ الظعنُ

وضحضَحَ الآلُ بالمَعْزاءِ دونَهُمُ ... كما تكَفَّأ وَسْطَ اللجةِ السُّفُنُ

وفي الحُمُولِ بخَنْدَاةٌ مُخدَّرةٌ ... ما شانَها خَوَرٌ فيها ولا دَنَنُ

كسْلى منَ اللاَّءِ تُمسى وهي نائمةٌ ... إذا نفي النَّوْمَ عنْ جاراتِها المَهَنُ

<<  <   >  >>