غمامٌ بماءْ المزن ينهل مزنه ... وبحر بأصداف المكارم يقذفُ
تملك أطراف القضاء وفقهه ... وما هو إلا مالك أو مطرفُ
تخاطبنا كبرى ابن يوسف عنده ... دعوا كثرة الآراءِ هذا المصنفُ
درى في اللغَى والنحو ما شاَء في الصبّا ... فشبَّ على تحقيقه يتفلسَفُ
يجوّدُ آيات الكتاب فصدرُه ... لِمَجْموع ذي النورين عثمانَ مصحفُ
عواطل آذان من العلم لم يكن ... يقرّطها تدريسه ويشنفُ
يفسرُه تفسير حبر موفق ... يسنى له فيض العلوم فيغرفُ
نضت جودها في كفّهِ كفُّ حاتم ... وزرَّ عليه جبة الحلم أحنفُ
أشَمُّ المعالي همه وهو همها ... ويشغف فيها مثل ما فيه تشغفُ
قَصرن عليه الطَّرف وهو كأنما ... برؤيا سواها كان يقذى ويطرفُ
وما كنت أدرى قبله الموت زعزعا ... يدك جوديّ المعالي وينسفُ
ولا حاجياً أن يستهلَّ ابن ليلة ... على الناس بدراً كاملا ثم يكسفُ
توغلت سجن الهم فاصبره حسبة ... يجازيك من مجزيِّ يوسفَ يوسفُ
أراد بك الله التي هي عنده ... أحَظُّ وأحظى بالمفاز وأشرفُ
ولو أن آثام البرية كِفَّةٌ ... لخفت بما فيها ثوابك يصرفُ
وبَخْ بَخْ وبشّرِ أمّ أحمد بالذي ... يثنى لها من أجرها ويضعّفُ
فلا تجزعا يا ولديه فربه ... برُّ به من والديه وأرأفُ
وخلى ومن أصفيت ودي ومن به ... أقيم اعوجاجي كله وأَثَقّفُ
وأفرشتني شوك القتاد وإنما ... فراشاك في الفردوس لاذٍ ورفرفُ
وجازاك عنها خير خير يناله ... ويُجْزَى به الدَّيانة المتحنِفُ
وخلَّي لمولاه الحضيضَ وأهلَه ... فليس له إلا إليه التشوّفُ
وتعزوه للأحداث سن صغيرة ... ويعزوه للأشياخ علم يؤلفُ