تعجبت من تقديمه عند عدهم ... وهم وهو عقد السؤدد المحض نيفُ
تغلغل في علم التصوّف آخذاً ... على نفسه دون الحظوظ التصوفُ
وأدناك إذ لم ترض نفسك حية ... بما ليس يدنى من رضاه ويزلفُ
وغل لساني فيك ما غمّ خاطري ... فها أنا أرسو في الكلام وأرسفُ
ولم أقض أدنى حقه غير أنني ... أبهرج في تأبينه وأزخرفُ
رثاه الذي لا يسخط اللهَ قولُهُ ... ويحزن منه القلب والعين تذرفُ
تمنيت ولو أعطيت في القول بَسْطة ... فأهتف فيه بالذي أنا أعرفُ
نعم كيف يفْنى غارف متحفِّنٌ ... بغرفته البحر المحيط وينزفُ
له شيمٌ مثل النجوم عديدة ... فمنهن موصوفٌ وما ليس يوصفُ
وغايات سبق في الكمالات تنتهي ... جياد القوافي دونهن وتوقفُ
وقال أيضا يمدح سيدي محمد بن مولاي إسماعيل الذي اشتهر فضله بين الخاصة والعامة (ومن أراد أن يقف على بعض مآثره فلينظر في كتاب الاستقصا، ومن سمع ما ترويه مشايخ الصحراء علم إنه ما استقصى):
دع العيس والبيداء تذرعها شطحا ... وسِمْها بحورَ الآل تسبحها سبحا
ولا ترعها إلا الذميل فطالما ... رعت ناضر القيصوم والشيح والطلحا
ولا تصغ للناهين فيما نويته ... وخف حيث يخفى الغش من يظهر النصحا
فكن قمراً يفْرى الدجى كل ليلة ... ولا تك كالقمريّ يستعذب الصدحا
وقارض هموم النفس بالسير والسرى ... على ثقة بالله في نيلك الربحا
وأمّ بساط ابن الشريف محمد ... مبيد العدا ذكرا ومبدي الهدى صبحا
فتى يسع الدنيا كما هي صدره ... فأضحى به صدر الديانة مندَحّا
ومن هو غيث أخضل الأرض روضه ... فلا يظمأ الآوي إليه ولا يضحى
فتى يستقل البحر جود بنانه ... على حالة استكثار حاتم الرشحا
تزيد على الفاقات فيضات كفه ... فيغرق في التيار من يأمل النضحا