وَمنْ هديه ساوى النهار وليله ... فأمسى ينير الخافقين كما أضحى
أميرٌ ملوك الكفر أضحت بسيفه ... كما تتبغّى الذبح في عيدها الأضحى
مساعيه في الخطب الجليل يرومه ... كآمال من يرجوه تستصْحب النجحا
صفات كدُرِّ البحر صفواً ولجه ... حساباً فمن تأتى على مائه نزحا
وآيات علم أغمد الجهل نورها ... وغايات جد ليس تطلابها مزْحا
وكَفٌّ تُرى وكْف الحيا كيف ينهمي ... إلى خُلْق يرى نسيم الصبا النفحا
وبشرُ محيا علَّم الصبح ما السنا ... وقبض أرى النار التأجُّجَ واللفْحا
وتأليفه أشتَات كل فضيلة ... ومكرمة غراء تعجزنا شرحا
ومنها:
أبوك لحكم الشرع ولاّك عهده ... فلم تلق كدًّا للسؤال ولا كدحا
وأعطاكه إذ ليس غيرك أهله ... وللعقل نور ميز الحسن والقبحا
كفى باتخاذ المال في القصد يمنه ... فلسنا نخط الرمل أو نضرب القِدْحا
مهيب مخوف بطشه تحت حلمه ... عفوٌّ يرى إلا عن الباطل الصفحا
فهل كان معزوا إلى الحلم قبله ... نعم أو كريم يَدَّعِى غيره السمحا
فأقدم حتى فارق الجبن صافرٌ ... وجاد إلى أن عاف مادِرٌ الشحا
ولم تُذْعِنِ الأعداء محض مودَّة ... إليه ولكن إنما كرهوا القرحا
رأوا ضيغما يعطى الحروب حقوقها ... وإن تضع الأوزار يُبْرِمْ لها صلحا
ويستغرق الأوقات في الجد كلها ... ولا يهب التَّلعاب ما يسع اللمحا
مواصلة حبل الجهاد جياده ... ووقفا على غزو العدا عدوها ضبْحا
معادية مُعْطىً بالحياة منية ... وبالجنة الأخرى وبالسُّنْدس المُسْحَا
أبي ابن أمير المؤمنين وسيفه ... وصمصامه أن يرفع الضرب والنطحا
تشابهه خَلْقا وخُلْقا فسامه ... إلى الفلك الأعلى فإنك لا تلجا