للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من كل حامٍ شولَهُ بعقاله ... تحمى خَشَاهُ مصاله المتمردا

أو كل حامٍ غِيلهُ بمهابةٍ ... تعدو على غلب الليوث وما عدا

منه فريص الأسد ترعد خيفةً ... لكن فريص حميّه لنْ تُرعدا

أظفارُه حمرٌ خلقن من الردى ... وبنانه بيض طبعن على الندا

فبهذه كان القضاءُ مسَلّطَا ... وبهذه كان العطاءُ معوَّدا

أني يضيق خناقُ منسبٍ لهم ... أم كيف يخطي رفدهم مسترفدا

أو يختشي من يحتمي بحماهُمُ ... أو يجتدي جدواهُم أن يطردا

أهدى لهم أبكارَ فكرٍ صنُتُها ... عن غير تنسى العذارى النُّهدا

غرر الطروس بها حَلِينَ فَأَصبحتْ ... طرر الجباه لها عليها حُسَّدا

إذ لم تظنَّ الكونَ يحوي غيرها ... بيضا محلاةً بحَليٍ أسودا

منساغَةً في الذهنِ دون إساغة ... فتكاد تسبق بالنشيد المنشدا

في كل لفظ رق معنى رائقٌ ... كأبارقِ الياقوت نحوي الصرخدا

فهْي الحُليُّ لناظرٍ متوسم ... فحواءُها وهي الحُليُّ لمنْ شدا

أبغي بها مرضاة من برضاه عن ... حزب التُّقى نال العلى والسؤددا

وقال أيضا في سفره إلى بني دليم:

هاجَ التذَكُّرَ للأوْطانِ في الحِين ... بَرْقٌ تأَلْقَ مِنْ نحوِ المَيامِين

بَرْقٌُ يحاكي اغتداَء الطير آونَةً ... ونَبْضَةَ العِرْقِ في بعضِ الأحايين

فقلتُ إذ شمتهُ وهْناً أخاطِبهُ ... دورَ المَيامِين أو دورَ الكناوين

سَقْيا لها أرْبعاً شطتْ بساكِنها ... عَن نازِحٍ مُسْتَهَامِ القلب محزون

أخِي اغترابٍ رمى صَرْفُ الزَّمانِ به ... بحيْثُ يُجمعُ بين الضّبِّ والنُّونِ

سُكناهُ بين أناس جل عقدهُم ... بيعُ المَلاقيح أو بيع المَضامين

<<  <   >  >>