أيمانهم كلُّها لغو ودأيهُمُ ... غصب الأباعير من كلّ الأناسين
وقال أيضا في (نحن) المتقدم:
لا تنكروا ما ادَّعَاه نحنُ مِنْ شَرَفٍ ... به استبدَّ عنْ آباءِ وأجدادِ
هو الشريفُ بلا شكٍّ ولا رِيبٍ ... لكنهُ حلَّ في مِسلاخ حَدَّاد
وله أيضا فيمن يحرم النبغ:
دع الإكثارَ منْ قالٍ وقيلِ ... كفاكَ اللوْمُ بالكِلمِ القَلِيلِ
أَقِلني إن عَثرتَ على عقاري ... فخير الصحبِ كلُّ فتى مُقيل
وإلا تزدجر عمَّا عليه ... جُبْلتَ على التّهوُّرِ والصَّهيل
فإني لستُ منك ولستَ مني ... وليس رَعيلُ خيلك من رعيلي
ولستَ إلى لقاءِ اللهِ مني ... بمنزلة الرَّفيق ولا الزميل
ولم تك في الحساب غداً حسيبي ... ولم تك لِي بمولّي أو وكيلِ
تُلوِّمُ أن تعاطينا كؤوساً ... تذكرنا كؤوسَ السلسبيل
تحاول أن تحرّمَها عليْنا ... فليس لما تحاولُ من سبيل
تريد على إباحتها دليلا ... متى احتاج النهار إلى دليل
أصول الحلِّ عدوها فعدوا ... نبات الأرض من تلك الأصول
وقبلك ملَّ فيها القولَ قومٌ ... فما أغنوا بذلك من فتيل
وليس اللوْم فيها اليومَ إلا ... أحاديثٌ تعدّ من الفضول
وإنّ لها فوائدَ واضحاتٍ ... يراها كلُّ ذي نظر أصيل
إزالةَ حِقد ذي الحقد المناوي ... وتَحبيب الخليل إلى الخليل
وجبرَ خواطرٍ وقضاَء حاجٍ ... ومعرفةَ السخيّ من البخيل