أحمد البو حسني وحشة، سببها أن بعض القبائل، وقعت بينه وبين إذابلحسن فتنة، فقتل إذابلحسن من تلك القبيلة رجلين، فوفد إليهم محمد المذكور، فتحمل لهم خمس ديات مغلظة، فقال:
فذي ديةٌ من غيرِ عقْلٍ ولا دَمٍ ... وتانِ قضاءٌ وَاثنتانِ لماذا
فقال محم المذكور: أن لماذا لا ترد في عجز الكلام، لان الاستفهام له الصدر، فقال:
هيَ العُرْبُ تأتي منْ وجُوهٍ كثيرةٍ ... يتيهُ بها بعض النُّحاةِ الأكابرِ
لذلك أضْحى بعض أشياخ معشري ... يقولبون ماذا لا تُرى في الأواخر
وألفٌ لماذا في النوادِرِ كرّرَتْ ... وهل تجهل الأشياخ ما في النوادر
يشير إلى قصة الاعرابي، الذي سأل بعض الأمراء، فقال له: ما يجبر كسرك؟ فقال: ألف وألف وألف. فقال الأمير: ألف لماذا، وألف لماذا، وألف لماذا؟ فذكر الأعرابي لكل ألف وجها يصرفها فيه، وهي في أمالي أبي عليّ القالي، وكتاب (الأمالي) يعرف عند أهل الصحراء بالنوادر. قالوا: فقال الشيخ - أبعد الله - فكان ذلك سبب جولاته. ووقعت بينه وبين إدييج مشاعرات، تقرب من المهاجاة، وسببها أن إدييج كان يهجو التجانيين. وكان سيدي عبد الله المذكور يعتقدهم. ومما قال يخاطب إدييج:
صاح لا تَسْعض أَنْ تُلمَّ بنادِ ... يتعاطَوْنَ غِيبةَ العُبَّادِ