إن بَدَا ما يُقَرّرُ الشَّرْعَ عِنْدِي ... مِنْهُ سَلَّمْتُ تَارِكاً لِلْعِنَادِ
وإذا ما بَدَا بعيدُ احْتمالٍ ... لِسَدَادٍ نَسَبْتُهُ لِسَدَادِ
إِنَّ نُكْراً نكِير مَنْ ليس يدري ... وقمينٌ بالعُزْلِ تَرْكُ الجِلاَدِ
وإذا لم يكنْ لديْكَ نِصَابٌ ... فلّيُزَكَ المَليُّ ذُو الأذْوادِ
إنَّ أمراً قد أحْجَمَ الحبْرُ عَنْهُ ... نَجْلُ عَبدِ الجليلِ وَابنُ الجَواد
لَجَدِيرٌ أن لا تَكُرَّ إليه ... كَيْفَ كَرُّ البِغالِ بعْدَ الجيادِ
وغلطة إدييج في قوله - إن نكرا نكير من ليس يدري - حيث نكر اسم إن، وذلك غير صواب، لان الأعشى ميمون، من الطبقة الأولى من الجاهليين، وقد نكره، قال:
إنَّ محلا وإنَّ مرتحلا ... وإنَّ في السّفر إذ مضوا مهلا
وفي قوله - فليرك الملي ذو الأذواد - لأن الذود، تقال للثلاث وما فوقها إلى العشر، وأفعال جمع قلة، وهو أيضا من الثلاث إلى العشر، والحاصل أن من عنده
أذواد لا يقال له ملي، وهذا غير سديد، لان الذود قيل فيه: انه من الثلاث إلى العشرين، وقيل إلى الثلاثين، فإذا جمعنا ثلاثين عشر مران صار مليا، ولأن جمع القلة قد يرد للكثرة. قال تعالى: (ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام) ولا يقال: إن أقلاماً هنا للقلة معنى، وله أيضا في هذا المعنى:
من كان في مَذهب التيجان مُمتْرِيا ... فإنني لكمال الشيخ معتقدُ
مَن ينظرِ الكُتُبَ التي أفاد بها ... ينظر كلام محق كله رشدُ
أمَّا الذين تعاطوا ورده فلقد ... أعيا على العدِّ حصراً منهمُ العدد
وليس يُعدَمُ في الاعراج غَصَّ بها ... فِيح الفلا عَرَجٌ في البعض أو حرد
إن يأتِ منتسب ينمى إليه بما ... يخالف الحق عقَّ الوالدَ الولدُ
فاردد عليه بمضمون الثلاثة في ... قيد عن الشيخ لا يْجمح بك الحَسدُ
سُمٌّ وحيٌّ فلا تذهب لتلعقهُ ... إن العقول عن أسباب الردى صفد