وله في إدييج، قصائد عديدة، ولادييج قصائد يجيبه بها، وما حفظت من ذلك إلا ما تقدم، وقد رأيت رائيتين لهما في بحر واحد، ومطلع كل واحدة منهما:
سلام كما هب النسيم المعطَّرُ ... وإلا فمسك طيب النشر أذفرُ
ثم تفترقان بعد البيت، إلا أنهما ما أقذعا فيما وقع بينهما، وجال سيدي عبد الله جولة عظيمة، في كل ناحية من نواحي السودان، وله أبيات جيميمة قالها لما وصل إلى بير:
أفي الحق أني كلما مرَّ قافلٌ ... طغَتْ زفرات في الحشا ونشيج
ووارى غُروبُ الدمع إنسان مقلتي ... فيالمَعينٍ سال وهْوَ مشيجُ
ومنها:
كذاك حسبتُ الأفقَ حَلقةَ خاتمٍ ... غداةَ بدتْ مِنْ دَيْرِ بَيْرَ بُرُوج
ثم قال في آخر بيت منها - فأعيج - وغلطوه فيه، لأنه استعمل عاج في
الإيجاب، وهذا غير صحيح، لأن عاج وإن كان الأكثر مجيئها في النفي، فقد وردت في الإيجاب. قال الشاعر:
ولم أر شيئاً بعد ليلى ألَذُّهُ ... ولا مَشربا أروى به فأعيج
كوسطى ليالي الشهر لا مقسئنّة ... ولا وثباً عجلى القيام خروج
وقال وهو في أرض إسنغان:
ألا ليت شعري هل إلى معهد النوى ... خلاص من أيدي النَّأي والجَولان
وهل لي بجنبي تغَرَرَيتَ إلى الصفا ... إلى الاجرع الغربي فالجُرُذان
إلى جنبتيْ ذي قَسْطلٍ متنزّهٌ ... فإِني إليها دائم الهَيَمانِ
وتبدو لعيني بلدة وأحِبَّةٌ ... عَداني طويلا عَنْهُما المَلوَانِ
فيرأبَ ما أثأتْهُ أيّامُ سالمٍ ... وأيَّامُنا في ساحةِ السُّنُغانِ