وأخرى أقمنا في قُرى جُلُفِ الَّتي ... أقمنا بها في ضَيْعةٍ وهوانِ
فمنْ منظرٍ تَقْذى به ورطانةٍ ... نصِمُّكَ أخزى مَنظرٍ ولسانِ
بلادٌ رَمتْنا بينها لا مُحبَّبٌ ... إلى العين مرآها يدُ الحدثان
ومَنْ صحب الأيامَ أنأين جاره ... وأدْنَتْ لهَ منْ ليس بالمُتدان
وقال وهو في أرض السودان:
مِن أينَ وأنيّ للِفؤادِ صُدُودُ ... وفي كلّ أرْضٍ من بلادِكَ رُودُ
إذا أنا أزْمَعْتُ الصُّدودَ تلاعَبَتْ ... بِعُقْدَةِ عَزْمي أعْيُنٌ وخُدُوَدُ
فأصْبحتُ مشغُوفَا بكلّ مليحةٍ ... بَدَتْ لي فبيضٌ بعضُهُنَّ وسُودُ
وقال أيضا:
بينما نحن بالنتجالَ نُوَامُ ... إذْ أتَتنا تميسُ ثمَّ أمامُ
وانتبهْنا وقد مُلِئنا سُروراً ... فإِذا الأمر كله أحْلامُ
وله من قصيدة، يمدح بها العلامة، حرم بن عبد الجليل العلوي، ويهجو بُلاَّ بن
مَكبد الشقراوي:
جابَتْ على شحَط المزار نوارُ ... فِيحاً إليكَ مُتُوتهُنَّ قِفارُ
يُلفْى بها غَرِد الصّدى متوسطا ... تيها يتيهُ بها القطا ويَحارُ
لوْلا القتيرُ وأربعون لا سْبَلتْ ... مِنّى عليها دمْعةٌ مِدْرارُ
وليس في حفظي منها، إلا هذه الأبيات، وهي من أجود شعره.
وقال أيضا:
ما سَفَّهَ الحلمَ واسْتَصْبي أخا كِبَرٍ ... كالكاعبِ الرُّودِ لم تَعْدُ اثنتى عَشرَهْ
كأنها فَنَنٌ طَوْعَ الرّياحِ فما ... تَنْفكُّ مُسْفِرَةً طوْراً ومُخْتَمِرَهْ
عَجْلي القِيامِ ضحُوكٌ عَنْ مُؤَشّرَةٍ ... تُنْسى مَلاحَتُها ذا لؤلؤٍ دُرَرَهْ
وفي الجوابِ وفي كلّ الذي نَطقَتْ ... ظيْشٌ ترُدُّ بهِ الأكبادَ مُنفَطِرَهْ
يَخالُ ذو الجهلِ أنّ الخوْدَ ليس لها ... لُبٌّ وَيُعْجبُهُ مِنْ ذاكَ ما اختبرَهْ