فضمنهما قصيدته الآتية، ولعل مراده حماسة أبي تمام، فإنهما لا يوجدان بها، والقصيدة هاهي:
ودق الرَّواعيد نزرٌ من أياديكا ... ونفحةٌ المسك هبَّتْ من نواحيكا
ومن جَداك استَمدَّ البحرُ مادته ... فما جرى البحر إلا من جداويكا
والشمسُ تخجلُ من أنوار غُرَّتكم ... كما تضاَءل رَضْوي أنْ يساميكا
تدنى القَصيَّ متى قصاه أقربهُ ... حتى يرى أنه أدنى مواليكا
نيل الأماني قليل من تفضلكم ... على جميع الورى في حَقّ عافيكا
وقد أرى الناسَ فيكم ينشدون وما ... منهم محيط بأدنى من أدانيكا
ما استحسن الناس من أكرومة سلفت ... إلا رأوها على استحسانها فيكا
ولا تحلوا لمعنى يستحب لهم ... إلا وكان معاراً من معانيكا
مرآهمُ الظلَّ يدعوهم لما وصفوا ... حتى رأوا أن ذا وصف يكافيكا
وهل تنال بمرأى الظلّ معرفةٌ ... أم كيف وصفك مجهولا بماحيكا
فشأنيَ الصُّمْتُ إنّ الصُّمْتَ أبلغُ من ... نُطقِ الألى زعموا أن بالغوا فيكا
أقررتُ بالعجزِ عمَّا فيك يا أملي ... إذْ فيكَ ما فيك مما اللهُ مُوليكا
أقررت بالعجز عن أدنى حُلاك فلا ... تحْرِمْ نوالك ملهوفا يناديكا
وقال ايضا، وهو مقيم عند الشيخ سيديَّ:
أهلاً وسهلاً بطيفِ الخودِ فاطمةٍ ... لكنَّ ربقةَ آلِ الشيخ في عُنقِ
طافتْ بنا بعد تهجيعٍ فقلتُ لها ... بنتَ الكِرامِ ألا لا وصل فانطلِقِ
لا تَحْسبي نفثاتِ الشيخ مبقِيَةً ... مَرمى لنبلِ لحاظِ الجُؤذُرِ الخَرِقِ
لو كنتُ أصبو إلى خَودٍ لكنتِ ول ... كن ليس وصْلُ الغَواني اليوم من خُلُقِ
لا ينبغي لامرئٍ أمْسى تعلقُهُ ... بالشيخ يصبو إلى الجيدانةِ الفُنُقِ