للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عجباً لِمَسْرَاها وكان يَعُوقُهَا ... عَنْ بيتِ جارتِهَا القَرِيب وَباها

وإذا تعالجُ نَوْأة ناَءتْ بها ... عَلْجَانةٌ مِنْ عالجٍ أُخْراها

نفْسي الفداءُ لِرَشفةٍ جادتْ بها ... مِن بعدِ بخُلٍ منْ سلافِ ظَماها

وَلِنظرَةٍ نَظرَتْ إلى كما خلتْ ... بينَ الخمائلِ ظبْيةٌ بَطَلاها

ولزوْرَةٍ نَعشت حشاشةَ مُهْجتي ... مِنْ بعدِ ما حَطَمَ الغرامُ حَشاها

ولفَرْحَةٍ أَهْدَتْ لنا بقدُومِها ... بعدَ الصُّدُودِ وبعدَ طول نواها

فرَحَ البلاد إلى الأمير وقدْ جَلا ... أعناق صُبح قدُومهِ ظَلْماها

فتباشرَتْ أقطارُها وتَشامختْ ... أعْلامُها وتأطَّرتْ بحُلاها

وهَمَتْ غيوثُ الأمنِ فيها هُمَّعاً ... حتى استقاَءتْ سُمَّها أفْعاها

وبدَتْ سُيوفُ العدْل فيها لُمَّعاً ... حتى رَعَتْ بين الأسُودِ ظِباها

مَلكٌ تدينُ لهُ المُلوكُ مُطِيعة ... وبعزِّ خِدْمتهِ تَحوطُ حِماها

سارت به هِمَمٌ عزيز نَيْلُهَا ... فبنات نَعْشٍ دونَهَا وسُهاها

حتى افترَى أثرَ الغيوثِ بتيرسٍ ... يرعى مرامَى رُبْدِها ومَهاها

تغدو ظعائنهُ لكلّ خَمِيلةٍ ... وتَرُوحُ رَغْماً مِنْ أنُوفِ عِداها

ترثو بأعينها إلى أشباهِها ... مِن كلّ مُغْزِلةٍ تعودُ رشاها

ورصيص بيضٍ مودعٍ بدِمائِهَا ... وأنيقَ أزهارٍ يفوحُ شَذاها

وتبيتُ نافشةً هناك جيادُهُ ... خُضرَ الحجافلِ من غميرِ خَلاها

<<  <   >  >>