أيوب عنه. وأفتى به طاووس. وأما تابعو التابعين، فأفتى به: محمد بن إسحاق، حكاه الإمام أحمد وغيره عنه، وأفتى به خلاس بن عمر والحارث العكلي. وأما أتباع تابعي التابعين، فأفتى به: داود بن علي، وأكثر أصحابه حكاه عنهم: ابن المغلس وابن حزم وغيرهما. وأفتى به بعض أصحاب مالك، حكاه التلمساني في شرح تفريع ابن الجلاب، قولا لبعض المالكية. وأفتى به بعض الحنفية: حكاه أبو بكر الرازي، عن محمد بن مقاتل، وأفتى به بعض أصحاب أحمد. انتهى الغرض منه.
وقد أشبع الكلام على هذه المسألة، والغرض الاعتذار عن صاحب الترجمة، لان ما وقع فيه خلاف لا يضلل القائل به، ولعل ما تقدم من تضليل العلاّمة محنض باب له إنما، يتعلق بالمسائل الكلامية ونحوها، ولم أقف على شيء من شعره، سوى قصيدته الطنانة، التي هجا به العلامة محنض باب بن اعبيد الديماني، لما نسبه إلى ما تقدم بيانه، وهي:
على أطلال مَيَّ قفوا وحيُّوا ... وإن لم يبق بالأطلالِ حَيُّ
ولا تلفوا خلياً مَعْ شجيّ ... فيهلكَ دون صاحبه الشجيُّ
مغانٍ كنتُ فيها ذا فراغٍ ... وعن غير المجون أنا الغنيُّ
أتت حجج عليها وهْيَ مأتيً ... لهوج الريج يخلفها الأتيُّ
سَرَتْ أطعانُ ميَّةَ عن برُوقٍ ... سَرَتْ وهْناً وقائدها سَرِيُّ
بكل ندٍ هبَلٍّ قيسرِيٍّ ... حواليْهِ هَبَلٌّ قيسرِيُّ
ومنها:
عَلَىَّ على الدنيُّ وإنَّ إذًّا ... على ذِي المجدِ أن يَعلو الدنيُّ
عليكم بالمَلاءِ فذا زمانٌ ... ولو كلباً يسُودُ به المَليُّ
والذي يظهر، انه كان في القرن الثالث عشر، لأنه عاصر محنض باب.