فجعل يشرح لهم غلطه وإصابة من خالفه. أما الأنساب فإنه كان دغفل زمانه فيها.
قال محمد محمود بن أكتوشن من قصيدة يرثيه فيها:
سل الآي والخبر الصحيح كليهما ... والفقه والتاريخ والأنسابا
وكان إذا ألقى كلكله على مسألة، لا يقدر أحد أن يفوقه فيها. واشتد الخلاف بينه وبين حرمة الله في مرجع حبس، وانضمَّ إلى كل واحد منهما طائفة من العلماء، فمن انضمَّ إلى صاحب الترجمة، العلامة محنض بابه بن أعبيد الديماني. وممن انضم إلى حرمة الله، إديبج الكمليلي.
قال باب من جملة أبيات:
فحجتي وصحابي غير داحضة ... من نص بهرام والتوضيح والكاف
صدعت بالحق لكن من يقله لكم ... يا دييج يوطأ بأخفاف وأظلاف
فالحق أمسى فوالهفا ووا أسفا ... مثل الديار التي يسفى بها السافي
فمالكٌ أن تصف عما يقول فإِن ... ى لست عن قوله يوماً بصيّاف
إني أوافقهُ حقاً وأتبعهُ ... هل مهتدٍ ناعلٌ كالحائرِ الحاف
ولا دييج من أبيات يخاطبه فيها هو ومحنض بابه:
فوافقا حُرْمَ فيما قال ويحكما ... فإن شيخكما أدرى بالأوْقاف
فحجة الشيخ في بهرام ناهضة ... لو كان يكفيكما ما كان في الكافي
ومن جيد شعره قصيدته التي أوَّلها:
ألوى بصبرك لاعج الأشواق ... أن الأحبة آذنوا بفراقي
إلى أن يقول:
يا مَنْ يسابقني ويطلب عثرتي ... إني لعمري سابق السبَّاق
وإذا قرنت ابن اللبون وبازلا ... ملَّ القرين ولم يزل بخناق
وإذا المسائل أحجمت وتمنعت ... وأبت مشاكلها على الحُذَّاق
أعملت سيف الفكر نحو عويصها ... فحنَت علىَّ خواضع الأعناق