خرج من عنده، واتصل بمحمد عبده مفتى مصر السابق، وسعى له في راتب من الأوقاف، قدره خمس جنيهات، ولم تقع بينهما وحشة، حتى ماتا رحمهما الله.
أما مرتبته عندي في الشعر، فإنها تعلم من قصائده التي طبعت في رحلته، فإن كان له شعر كثير، فتلك خلاصته. ومن أسلسها ألفاظا، قصيدته التي هجا بها الأزهريين عموما، وخص منها شيخ المالكية في ذلك العصر، الأستاذ البشرى، ومنها:
فأشلى عَلَىَّ الأزهر اللدَّ بُسلاَّ كأنّ لهم عندي دماء الطوائل
حلائب علم للسباق أعدها ... سوابقها في الشوط خلف الفساكل
وهجا فيها البشرى هجوا قبيحا. وهي طويلة عددها ١٣١ بيتا. أما قصيدته التي هجا بها البرزنجيين، فليست بشيء، وهي طويلة، ومنها يخاطب السيد أحمد البرزنجي:
رِبَاك في النسب المجهول زاد على ... رباك في فضةٍ بيضاء أو ذهب
ومنها يذكر زرُّوق باشا، وعبد الجليل براده، رحمهما الله تعالى:
زروق والذيخ برادة قد ارتضيا ... أن تدخل النار ذات الجمر والحطب
ويدخلا النار مَعْكَ لاتفاقكم ... على أباطيل من غيّ ومن شغب
إذ أنتم حزبُ شيطان ضعيف قوي ... يقتادكم في فيافي الجهل والتبب
وله قصيدة في هجو عبد الجليل براده، والسيد أحمد البرزنجي، وغيرهم ممن شاركهم في تلك الشحناء، وعددها ١٤٢ بيتا، ومطلعها:
أحنُّ إلى الرسول فيعتريني ... إذا ليلى دجا ما يعتريني
وله أيضا قصيدة أخرى في هجوهم، عددها ١٢٠ بيتا، ومطلعها:
صراط العلم نستبق استباقا ... وشأو الجهل نجتنبُ السباقا