وأعطاكهُ إذ ليس غيرُك أهله ... وللعقلِ نورٌ مَيَّزَ الحسنَ والقُبْحا
كفى دُرَّهُ فخراً تحليكَ سمْطَهُ ... وَمنْعكهُ تلك المعزَّةَ والقدْحا
فأهدى إليكَ الدهرُ بلقيسَ ملكه ... وأبدى لك الكرسيّ والعرش والصرحا
وولاّكَ ربُّ العرشِ ملك بقاعِهَا ... وأصحبَكَ التمكينَ والنصرَ والفتحا
إليك بها يا كعبة المجدِ كاعِباً ... من الشعرِ لا تسطاعُ أركانُها مسحا
إذا شهدَتْ زَكَّى الأعادي حديثها ... وإنْ أثْخَنَتْ عَنَّا قلوبُهُمُ جَرْحا
أكلّفُها فرْضَ المحالِ أَداَءها ... لِشُكْرِ نَدًى لا ينتهي مُزْنُهُ سَحًّا
فخذها ابنةَ الحاءِ التي الحمد مبتدا ... لها وبها خلاّقُها كمّلَ المَدْحا
وقال أيضا يمدح المولى محمد العالم المتقدم:
أثارَ الهوى سجعُ الحمامِ المُغَرّدِ ... وأَرَّقني الطَّيفُ الذي لم اُطرّدِ
ومسرى نسيمٍ من أكينافِ حائلٍ ... وَبَرْقٍ سَقى هاميهِ بُرْقَةَ ثَهْمِدِ
وذكر التي بالقلب خَيَّمَ حُبُّها ... وألبَسني قَهراً علالة مُكمَدِ
فبتُّ أقاسي ليلةً نابغيّة ... تُعرّفُني هَمَّ السَّليمِ المُسَهّدِ
طويلةُ أذْيالِ الدُّجى دَبَّ نْجْمُهما ... إلى الغرْبِ مَشْىَ الحائرِ المتردّدِ
وَيُزْعجُ وُرَّادَ الكرى دون مُقلتي ... بُعُوثُ غَرَامٍ من لدُنْ أُم مَعْبدِ
بنفسيَ عُرْقوبيةُ الوَعدِ ما نَوَت ... وإن حلفتْ قط الوفاَء بمْوعدِ
تَرُد إلى دين الصبابة والصَّبا ... فؤادَ الحليمِ الرَّاهِبِ المُتعبّدِ
وَيقصِدُ في قتلِ الأحبةِ قُرْبةً ... بشرْعةِ دَيَّان الهوَى المُتأَكدِ