فتاةٌ حكاها فرْقدُ الجوّ مَنظراً ... كما ناسَبتْها نظرَةً أُمُّ فَرْقدِ
مُهفهفةُ الكشحَينِ لم يدْرِ طرْقُها ... مِنَ الكُحُلِ الخْلقيّ ما كُحْلُ إتمِدِ
إذا ما تثنَّتْ واسْبَكرَّ قَوَامُها ... عَلِمْتَ بأنّ البانَ لم يَتأَوّدِ
وخاطبَ قاضي شِرْعة الشكلِ رِدْفُها ... إذا ما أقامَ العِطْف منها بأقْعَدِ
غَضُوبٌ أَرَتْهَا نِخْوَةٌ في عِظامِها ... أنِ الوَصْمَ وَصْل العاشِقِ المُتَودّدِ
على نَحْوِها تأبى الخليلَ تأنُّفاً ... وَشُحًّا برَشْفٍ منْ لماها المُبرَّدِ
إذا ما تَرَضّاها تَسَامَتْ بأنفِها ... صُدُوداً وسامَتْني تَجَرُّعَ جَلْمَدِ
وَأَحْرَقَ صدْرِي مازَها فوْقَ نحْرِها ... وَأشرَقُ منْ جمرِ الغَضى المتوَقِّدِ
سَبتني فقبَّتْتُ الثرَى مُتَخلّصاً ... أَمَامَ امتدَاحِ ابنِ الشرِيف محمد
هوَ الوارِثُ الفضْلَ التبئيّ خالصاً ... منَ العِلم والعَلْيا ومن طيبِ مَحْتِدِ
ثِمالُ اليتَامى والأيامى مُوَكّلٌ ... بتفْرِيجِ غَمَّاءِ الشَّجِي المتنكّدِ
غَيُورٌ إذا ما الحقُّ غيّرَ مُولَعٌ ... بقَطعِ لسانِ الباطِليّ اليَلَنْدَدِ
أدِيبٌ أَرِيبٌ ليّنُ الجَنْبِ هَيّنٌ ... ولكنْ متى عادى فأيُّ مُشَدِّدِ
إذا كشفَتْ عَنْ ساقِهَا الحرْبُ وَالتَظتْ ... وَساوَتْ صَدُوقَ الملتقى بالمُفنَّدِ
سَقى الرُّمْحَ من نحرِ العَدُوِّ فدَيْتُهُ ... وقامَ بحق المَشْرَفيّ المهَنّدِ
أَغَرُّ المُحَيَّا طاهرُ البشرِ طاهِرُ السَّ ... جايا كريمُ اليوْمِ وَالأمْس وَالغدِ
جَزِيلَ النَّدى ما أَفَّ في وجهِ حاجةٍ ... ولا كفَّ حاشا جُودَهُ كفَّ مُجتدِ