فكلمته في أن يتنحى عنها، فأبى، فلما طال عليها القيام، أرادت أن تمر من تحت رجليه، فلما صارت تحتهما، أرخاهما على رأسها، فوقع فمها على الأرض، فسقطت ثنيتاها، فحملتهما إلى أخوتها، فاخترطوا أسيافهم فقتلوه، واقتسم أهل المدينة قسمين، فاقتتلوا وتفرقوا فهي خالية إلى الآن، وقد تهدمت دورها، فلم يبق منها إلا بقية من جدرانها وجذوع من نخلها، وهي بين شنقيط وتنوشرت، والمسافة بينها وبين شنقيط، أقل من يوم.
(تنوشرت) هي واد فيه نخل، وأصله لإدوعل، فرهنوه في ديات عليهم لإدولحاج، وكنت، فغلق رهنه، وقيل: رهنوه في دية كبَّاد، الذي تقدم ذكره في قصيدة حرم بن عبد الجليل.
(فارِسْ) واد كثير النخل لإيدَيْشِلّ، بينه وبين شنقيط يوم ونصف.
(تُولْ) واد كثير النخل لإدوعل، بينه وبين ما قبله، يوم ونصف.
(امْحَيْرِثْ) واد كثير النخل، جيد التمر، بين إدوعل، وأولاد غيلان، قريب مما قبله.
(تِنْبَهْجَتْ) واد كثير النخل، على جهة الغرب من تُولْ، بين إدوعل، وأهل عبد الملك.
(لُدَىْ) واد كثير النخل للسماسدة وإديشلّ، بينه وبين ما قبله، نصف يوم.
(تُومْكاد) واد كثير النخل لايديشلّ والسماسدة، قريب مما قبله.
(إيرش) واد كثير النخل لإيديشل، بينه وبين ما قبله، يوم ونصف.
(لِحْفَيْرَه) تصغير حفرة، بالتصغير العامي، واد كثير النخل، لأهل الشيخ سيدي، ونخله جيد، بينه وبين ما قبله، يوم ونصف، وفي جودة تمره، يقول بعض ظرفاء شنقيط:
حسبي بمبسمها الألمى إذا ابتسمت ... من تمر لِحْفَيْرَ أو من تمرِ وادان