سلوت أحبتي واشتاق قلبي ... بتلك الأرض نُجْلِ الحداق
ولا بيض الترائب والثنايا ... مديرات الجُمان على التراقي
بزمزم غُلتي تغلى فمنْ لي ... بكأسٍ من مُدامتها دِهاق
صفا نفسي الصفا ومِنىً مُناها ... وبالجَمَرات قلبي ذو احتراق
ألا يا ركبُ حُقِّقَ ما رجوتم ... على حسن التلاطف والوِفاقِ
ثِقوا بالله واعتصموا وسيروا ... خِفاقا فالمهيمنُ خيرُ واقِ
فلا الإِقدامُ يجلبُ ما كُفينا ... ولا الإحجامُ يصرفُ ما نلاقي
وشدوا الميس من قود النواحي ... بجنبي كلِّ يَعْمَلة دِفاقِ
وذوقوا السهد فَوقَ ذرى المطايا ... لذيذا والكرى مرَّ المذاقِ
وشجوا البيد عازفة النواحي ... وجنح الليل مندل الرُّوِاقِ
وخوضوا في الهواجر كل آل ... طمى والشمس لافظةُ البصاقِ
وإنْ عرضَ العباب فمنشآتٌ ... مواخر لا تزال على اختراقِ
هوابط من جبال الموج طَوْراً ... وطوراً في بواذخه رواق
إذا جاشت دواخنها تناهت ... صواعدها إلى السبع الطباق
نجائب لا تعرّس في مبيتٍ ... ولا ترعى ولست لها بساق
إلى حيث النجاحُ وحيث يغدو ... أسيرُ الذنب مفكوك الوثاق
وحيثُ تنيخ حامدةً سُراها ... لدى الإصباح مُدْلجةُ الرفاق
وحيث نطوف سبعاً ثم نسعى ... ونُسرِع للمواقف في استباق
ونشعرُ بعد وقفتنا ونرمى ... ونأوي للمحلّقِ للحِلاق
ونرجع للطواف وقد أرقنا ... دماء المشعَرَات من النياق
ونُمضي يومنا بمنًى فنقضي ... بلا عَجَل ليالِينا البواقي
فإن طبنا بطيّتِنا نفوساً ... تنادَيْنا لطيبة بانطلاق