للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى أن أنخناها لديه ولم نكن ... كمن عاقه عن ذاك ضعف العزائمِ

خليفةُ مصباح الهدى وحفيده ... ومحِييُّ عافى ربعه المتقادمِ

غيور على بيضاء سنته التي ... أبيحت لها لولاه كلُّ محارمِ

فكم غض عنها طرفَ من رام طرَفها ... بغضِّ وكم قد كَفَّ من كَفِّ ظالم

أنامَ عيون الناس تحت عدالةٍ ... وقَتْ رجل سار الليل لدغ الأراقم

ومنها يخاطب السلطان:

تعاظمنا هول الطريق ومنكمُ ... عظامَ اللُّهى نعتاد دفع العظائمِ

وثقنا بِرِىٍّ أمت ظماؤنا ... موارد طامى بحرك المتلاطم

ومنها:

أمولايَ لازالت مدى الدهرِ منكم ... حصون المعالي عالياتِ المعالِمِ

ولا برح التقبيل شغل أكفكم ... وأقدامكم تُحْذى أديم الجماجم

فأصبح ثَغْر الأرض سوقا وأصبحت ... مَآسِدُها مرعى المخاض السواهمِ

حماها حماهُ الله أن تسبيحها ... من أعدائها دُهم الدواهي الدواهمِ

وبشرَنا أن سوف تأتي ركابنا ... أبا فاطم أنَّا أتينا ابن فاطمِ

على جدّه في كل بدءِ ومختم ... مبادي صلاة مالها من مخاتمِ

وقال أيضا يخاطب ابن أبي ستة، ويسأله التوسط في أمر السلطان:

أثار من التذكُّرِ حين زارا ... خيالٌ من أمَيْمَة ما أثارا

سرى بعد الهدوّ فما أعيرت ... قلوب العاشقين كما أعارا

وكم بعث الخيالُ لذي انْتِزاح ... نزوعا للأحبةِ وادِّ كارا

ألا أهلاً بها ولوِ استحالتْ ... على قرب زيارتها ازورارا

لئن أنأى أميمة ما اعتسفنا ... رواحا بالنجائب وابتكارا

<<  <   >  >>