آهٍٍ لمغتربٍ بالغرب ليس لهُ ... جنسٌ وإن كان محفوفا بأجناسِ
علَّ الإمامَ بفضل الله يمنحه ... رُحمى فيكشف غم الآسف الآسِ
أقولُ والرَّكب محزون بوحشتنا ... صبراً فكم وحشة أفضت لإيناس
إذا وضعنا بأرض الغرب أرحُلنا ... راح الرجاءُ علينا طارد الياس
إني كفيلٌ بنْيل السؤْل لي ولكم ... إما بمُرَّاكشَ المحروس أو فاس
أمامنا في كلا المصرين نُورهما ... إمامنا المستماح المطعم الكاس
خَليفةَ المصطفى وهو ابن بَضْعته ... ثوبا من المجدِ لم يعلق بأدناسِ
الله منك حقوق الناس قلدها ... يقظان لا غافل عنها ولا ناسِ
عَمَّرْت عُمِّرْت من عهد الشريعة ما ... باض النعام بدور منه أدراسِ
داركتها بعدما مالت دعائمُها ... فاستحكمتْ واطمأنت فوق آساس
وافاك ركب تعاطوا من نعاسهمُ ... على متون المطايا قهوة الكاس
حثوا جلاس المهارى لا يُرَوْن على ... منابر الميس منها غيرَ جُلاّسِ
حتى يرى السير منهم كالقْدِاح ومن ... ها كالقسيّ حنتها كفُّ قوَّاسِ
فواسنا بلقا ما اعتيدَ منك وما ... فضل المقالة إلا قولنا واسِ
وحقق الظنَّ أنَّا سوف تحملنا ... على مجوَّفة الحيزوم كالرَّاسِ
لها دُخَانٌ حريقُ الغاب أزعجهُ ... أنفُ الجنوب بأنفاسٍ فأنفاسِ
واسمحْ لنا بدعاءٍ منك صالحهُ ... بيمنه يسهل المستعصب القاس
والقصيدة الثانية:
ألمَّتْ بنا أهلاً بها أمّ سالم ... على نأيها أم تلك أحلامُ نائِم
ألمَّت بنا وهناً وقد ضرَب الدجى ... علينا خباءً في مُتِيهِ المخارِمِ
ألمَّت بشُعْث في الفلاة توسَّدوا ... مرافق خوصٍ كالسهام سواهم
نضونا على أنضائها من عزيمنا ... سواهمَ أمضى من شفار الصوارمِ
وجبنا عليها مهماً بعد مهمهٍ ... إلى ابن هشام كي نزور ابن هاشم