للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومنها:

ما فَمْ اتْمَغْفِيرْ ... وِبْلاَخِيْم اكْبِيرْ

اتْشُوُفْ البِنْدِيرْ ... مِنْ عِزِّتْ لِعْشَ

يوكَلْ لَيْنْ الخَيْر ... يَبكَ يِدَّشَّ

قوله: فم، أصله ثم. وهي لغة معروفة في ثم، وليست دخيلة ولا عامية، واتمغفير: معناه التخلُّق بأخلاق بني مغفر، قبيلة كبيرة، وهذه التسمية تطلق على كثير من الترارزة، كما يقال: تمعدد الرجل: إذا صار جسمه كأجسام بني معد، قال:

ربَّيتهُ حتى إذا تمعددا ... وآض نهداً كالحصان أجردا

كان جزائي بالعصى أن أجلدا

وبنو مغفر: قبيلة كبيرة في نواحس فاس، وهم أخوال ملوك الغرب، إذ أمهم أي ملوك الغرب، السيدة خنائي بنت الشيخ بكار العالمة المشهورة، ذكرها صاحب الاستقصا في تاريخ المغرب الأقصا، وذكر أن لها حواش في هامش نسخة من كتاب الإصابة لابن حجر بخطها، والخيم عندهم حسن السجية، وقريب منه ما في التاج. قال وفي المحكم: هو الخلق، وقيل سعة الخلق، فارسي معرب. وتشوف، بمعنى ترى، والبندير عندهم بمعنى صاحب العظمة والكبرياء، ولعش، أصله العشاء، ويوكل، أصله يأكل، وهذه اللغة هي الدارجة هنالك، وهي صحيحة، مثل أكد ووكد ويبك (بكاف معقودة) بمعنى يبقى، ويدش، بمعنى يتجشأ بذمه بالشره، وبالجملة، فقد أثر فيهم زجله، أكثر مما لو كان نظم فيهم شعرا من أضراب، قفا نبك: لانهم لا يفهمونه.

ومما اتفق، إنه كان يوما راكبا مقبلا من جهة، فرآه أحدهم وهو راكب أيضا يقصده، فعرفه قبل أن يقرب منه، وكان تحت ذلك الراكب شيء من اللحم معلق، فقطعه ورمى به خوفا أن يراه عنده فيظنه ممن وصف، وهذا الزجل يسمونه

<<  <   >  >>