الواهبُ الجردَ العتاق وقد حَمَتْ ... قَصَب الرهان إذا تجول مَجَالها
إِنَّ العَطِيَّةَ لا يَتِمُّ نفاذُها ... إلا وَأَرْدَفَ بعدَها أمثالَها
دارٌ رأى إقبالها إدبارَها ... ورأى الورى إدْبَارَها إقبالَها
ومنها:
مَأوَى الورى قطبُ الرحى مَنْ جاَءهُ ... يَجِدَ الرَّحى أبداً تحكّ ثِفَالَهَا
ويجدْ كريمة شولهِ معقولةً ... بالباب قد خَضَبَ النَّجيعُ عِقالَها
تخشى المساء أو الصباح سوامهُ ... فكلاهما انتظرت بهِ آجالهَا
فالناسُ ينتجعونَ سَيْبَ يمينهِ ... لا سيفَها وسنانَها وبلالَها
كم ليلة أو بلدةٍ أحياهما ... بالذكرِ والحَفْرِ المفيض زُلالَها
لمَّا رأى سُبُل الرِّفاقِ مَضَلّةً ... عَمَرَ البلادَ وهادَها ورِمالهَا
منَع البلادَ مِنْ أن تُصابَ بَسَيئٍ ... حَتى أجارَ من الرُّعاةِ سَيالَها
وإذا العُدَاةُ مَعَ العُدَاةِ تَقابَلَتْ ... وضَعَ العُداةُ عن العُداةِ نِبالَها
وحَمى جميعَ العالمينَ حِمايةٍ ... لَمْ تحمها أسد الشَّرَى أشبالَها
لكنَّما المولى رحيمٌ بالوَرى ... فالتَحمَدِ المولى الذي أبْقى لها
مَنْ كان وارث سِرِّهِ ومقامِهِ ... حَذْوَ الرِّجالِ على النّعالِ نعالَها
أتَتِ الخِلاَفَةُ مَرْبعاً قد طالما ... سَحِبتْ بهِ منْ قبلِ ذا أذْيالَها
وتَسنمتْ أرآمُها أرآمَها ... وتكَنَّستْ أطْلاَؤها أطْلالها
وهذا ما بقى في خاطري منها وهي طويلة. ومن جيد شعره، قوله في موعظة ذكر فيها ثلاثة تجار من النصارى، مشهورين بكثرة المال، اسم أحدهم ويتْ، واسم الآخر ججم، واسم الآخر كزبار (بكاف معقودة).
اجْعَلْ جميعَ السَّعْي في الإِلِه ... لا في التّجارَةِ ولا المَلاَهِ
مُغْتبِطُ الدُّنيا حَرٍ بالنّدَمِ ... وغيْرُ فاطِرِ السمّا لم يَدُم