للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ}.

ثم امتن تعالى على عبيده فيما خلق لهم، وقال: {وَالْبُدْنَ} يعني الإبل والجمهور والبقر جمع بدنة سميت بدنة لعظمها وضخامتها {جَعَلْنَاهَا لَكُمْ} تهدى إلى البيت الحرام {مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} من أعلام دينه لأنها تنغر أي تطعن بحديدة في سنامها فيعلم بذلك أنها هدي {لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ} منافع في الدنيا وثواب في الآخرة {فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا} يعني عند نحرها {صَوَافَّ} يعني على ثلاث قوائم قد صفت رجليها ويدها اليمنى والأخرى معقولة فينحرها كذلك.

ورأى ابن عمر رجلا أناخ بدنة ينحرها فقال ابعثها قياما وقرىء صوافي أي صافية خالصة لله لاشريك له شرعا لكم لتذكروه عند ذبحها وقال ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام {فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا} سقطت على الأرض بعد النحر وذهبت نفسها فسقطت على جنوبها وأصل الوجوب السقوط {فَكُلُوا مِنْهَا} أمر إباحة {وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ} أي الحابس في بيته المتعفف قد قنع بما يعطى ولا يسأل {وَالْمُعْتَرَّ} المتعرض لذلك تطعمه.

واستدل بهذه الاية بعض أهل العلم أنها تجعل أثلاثا ويأتي {كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ} لتمكنوا من نحرها {لَعَلَّكُمْ

<<  <  ج: ص:  >  >>