أي في فضل قيام الليل وأفضله التراويح وهي قيام رمضان وبيان صفة ذلك وإن كان قيام الليل يشمل الوتر لكن فصل منه تنشيطًا للطالب وتقريبًا لحافظته. وقيام الليل سنة مؤكدة بالكتاب والسنة وإجماع الأمة وقد أفردوه بمصنفات (قال تعالى:{تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} ترتفع وتنبو لما ذكر الله تعالى ما من الله به على الإنسان وعذاب من كفر بلقائه تعالى قال: {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُون تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ}.
فقاموا الله يتهجدون وتركوا الاضطجاع على الفرش الوطيئة {يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا} أي خوفًا من وبال عقابه وطمعًا في جزيل ثوابه {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُون} فجمعوا بين فعل القربات اللازمة والمتعدية، فلا تعلم نفس (إلى قوله:{جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُون} أي فلا يعلم أحد عظمة ما أخفى الله لهم في الجنات من النعيم المقيم واللذات التي لم يطلع على مثلها أحد. لما أخفوا أعمالهم كذلك أخفى الله لهم من الثواب جزاءً وفاقًا فإن الجزاء من جنس العمل.
وعن معاذ قلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار فقال "لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه. تعبد الله لا تشرك به شيئًا. وتقيم الصلاة.