العكوف لغة لزوم الشيء والاحتباس والمكث والمقام. واعتكف لزوم المكان. ومنه {يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ} وقال {أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ}. وشرعا لزوم المسجد لعبادة الله تعالى على وجه مخصوص. ويسمى جوارا لا خلوة. وهو سنة وقربة بالكتاب والسنة وإجماع الأمة. وهو من الشرائع القديمة. وفيه من القرب المكث في بيت الله. وحبس النفس على عبادة الله. وقطع العلائق عن الخلائق للاتصال بخدمة الخال. وإخلاء القلب من الشواغل عن ذكر الله.
والتحلي بأنواع العبادات المحضة من الفكر والذكر وقراءة القرآن والصلاة والدعاء والتوبة والاستغفار إلى غير ذلك من أنواع القرب. وفي الحديث "المعتكف يعكف الذنوب ويجري له من الحسنات كعامل الحسنات كلها وأعقب الصوم اقتداء بالكتاب العزيز. فإنه تعالى نبه على ذكر الاعتكاف بعد ذكر الصوم. وفي ذكره بعده إرشاد وتنبيه على الاعتكاف في الصيام أو في آخر شهر الصيام. كما هو ثابت من فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه وأتباعهم.
قال تعالى:{وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ} أي لا تجامعوهن ولا تقربوهن {وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ} أي معتكفون {فِي الْمَسَاجِدِ} أي ما دمتم عاكفين في المساجد. ولا تقربوهن في غيرها. والمراد