للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(وقال) تعالى: {إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} أي لا يغفر لعبد لقيه وهو مشرك به {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ} أي ويغفر تعالى ما دون الشرك أكبره وأصغره {لِمَنْ يَشَاءُ} من عباده ثم قال {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا *} وقال: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} وفي الصحيحين لما قيل له: أي الذنب أعظم؛ قال " أن تجعل لله ندًا وهو خلقك" وقال "أكبر الكبائر الإشراك بالله" ولأحمد " الدواوين ثلاثة؛ فأما الديوان الذي لا يغفره الله فالشرك بالله" وله أيضًا "كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا الرجل يموت كافرًا".

(وقال) تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ} فيعبد معه غيره {فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ} فلا يدخلها من أشرك بالله {وَمَأْوَاهُ النَّارُ} أي فقد أوجب له النار، وحرم عليه الجنة {وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ *} أي وما للمشرك بالله الظالم المعتدي من ناصر ولا معين، ولا منقذ مما هو فيه، وفي الصحيح «من لقي الله لا يشرك به شيئًا دخل الجنة، ومن لقيه يشرك به شيئًا دخل النار» وروى عبد بن حميد من حديث جابر قال رجل: يا رسول الله ما الموجبتان؟ قال: "من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة، ومن مات يشرك به شيئًا دخل النار" فدلت هذه الآية والأحاديث وما في معناها على عظم الشرك، وأن من أشرك بالله فقد كفر، ومن كفر بعد إسلامه وجب قتله إن لم يتب.

وقال الشيخ: ومن جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم

<<  <  ج: ص:  >  >>