للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} أي لا يرشد لدينه من كذب فقال إن الآلهة تشفع، وكفى باتخاذه الآلهة من دون الله كذبًا وكفرًا، فكفرهم تعالى باتخاذهم الشفعاء وسائط بينهم وبينه، وأخبر أنه يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون، فيفصل بين الخلائق يوم معادهم، ويجزي كل عامل بعمله، ولا يهدي من كفر بآياته وحججه، وتقدم قول الشيخ: من جعل بينه وبين الله وسائط، يدعوهم، ويسألهم الشفاعة ويتوكل عليهم، كفر إجماعًا.

(وقال) تعالى {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا} بالله ورسله {ثُمَّ كَفَرُوا} أي ارتدوا عن الإسلام {ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا} ثم ارتدوا {ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا} على كفرهم بتكرر ردتهم، واستمرارهم على ضلالهم، وموتهم عليه، ولهذا قال: {لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ} لموتهم على كفرهم، أو لإقامتهم عليه بدون توبة، وحكي أنه لا تقبل توبتهم، وأكثر أهل العلم على قبول توبتهم، وإنما المراد لا يغفر الله لهم ما أقاموا على كفرهم، وتقدم قوله تعالى: {إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} ولا يجعل لهم فرجًا ولا مخرجًا {وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا} طريقاً إلى الحق، قال ابن عباس: {ازْدَادُوا} تمادوا على كفرهم حتى ماتوا.

ثم قال تعالى: {بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} إلى قوله: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا} من كفرهم ونفاقهم {وَأَصْلَحُوا} أعمالهم

<<  <  ج: ص:  >  >>