مُنْكَرُونَ} أي للسلام الذي هو علم الإسلام، أو لأنهم ليسوا ممن عهدهم من الناس، أو قاله لهم للتعرف.
(فراغ إلى أهله) أي ذهب إليهم على خفية من ضيفه (فجاء بعجل) هو ولد البقرة (سمين) ممتلئ الجسد من الشحم واللحم (فقربه إليهم) وضعه لديهم، ففيه أن من إكرام الضيف أن يقدم له أكثر مما يأكل، وأن لا يوضع بموضع ثم يدعي إليه (قال ألا تأكلون) قيل عرض للأكل، وقيل إنكار لعدم تعرضهم للأكل، ولا ريب أنه تلطف وعرض حسن، وتضمنت هذه الآية آداب الضيافة.
(وقال) تعالى: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ} يقدمون المهاجرين على أنفسهم، فيما عندهم من الأموال {وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} حاجة إلى ما عندهم، نزلت في الأنصاري الذي قدم للضيف قوته وعياله، والإيثار هو تقديم الغير على النفس في حظوظها الدنيوية رغبة في الحظوظ الدينية، وذلك ينشأ عن قوة النفس، والصبر على المشقة، قال:{وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ} أي من سلم من الحرص الشديد، الذي يحمله على ارتكاب المحارم {فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
(وفي الصحيح) أي صحيح البخاري (عن أبي هريرة) رضي الله عنه أنه قال: أتى رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أصابني الجهد، فأرسل إلى نسائه، فلم يجد عندهن شيئًا فقال: