وأخبر أن الفرح به خير مما يجمعون، وقال - صلى الله عليه وسلم - "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وسنتي"، فهما أصل الأصول وعمدة الملة والطريقة الحقة بل لا طريق إلى الله والجنة إلا بالكتاب والسنة فمن أخذ بهما فاز كل الفوز. وظفر كل الظفر.
أرسله الله تعالى بهما "رحمة للعالمين" كما قال تعالى: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} فمن قبل هذه الرحمة وشكر هذه النعمة فهو رحمة له في الدنيا والآخرة، ومن ردها وجحدها فهو رحمة له في الدنيا بتأخير العذاب عنه ورفع الخسف والمسخ والاستئصال. قال عليه الصلاة والسلام "إنما أنا رحمة مهداة" هدى به تعالى من الضلالة وبصر به من الغواية. فتح به أعينًا عميًا وآذانًا صمًا وقلوبًا غلفًا ووضع به الآصار والأغلال.
(وأشهد) أي أقطع وأجزم (أن لا إله إلا الله) أي لا معبود حق إلا الله (وحده) حال من الاسم الشريف تأكيد لإثبات (لا شريك له) تأكيد للنفي.
قال الحافظ: تأكيد بعد تأكيد. اهتمام بمقام التوحيد {إله الأولين والآخرين} أي مألوههم ومعبودهم المستحق أن يطاع ويتقى. قال تعالى {وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم}.
(وأشهد أن محمدًا) هو أشرف أسمائه - صلى الله عليه وسلم - اسم مفعول من حمد فهو محمد إذا كان كثير الخصال التي يحمد عليها