عنها علم أن أفرادها من يهود حلفاء عبد الله بن أبي، فرفض معاونتهم له إلا أن يسلموا أو يعودوا أدراجهم. وقال:(لا تستنصروا بأهل الشرك على أهل الشرك) ، فعادوا الى المدينة.
وانسحب بعدهم عبد الله بن أبي مع ثلاثمائة من أنصاره المنافقين، فبقي النبي صلّى الله عليه وسلم ومعه سبعمائة من أصحابه يستعد بهم لقتال ثلاثة آلاف مقاتل من المشركين.
ح- عسكر المسلمون بالشّعب من موضع (أحد) في عدوة الوادي، جاعلين ظهرهم الى جبل (أحد) ، وكانت مجمل خطة الرسول صلّى الله عليه وسلم للقتال ما يلي:
أولا: وضع خمسين من الرماة بإمرة عبد الله بن جبير «١» في موضع على طريق تؤدي من الجبل الى خلف قواته، وكان هدفه من وضع هذه القوة هو حرمان العدو من الالتفات على قواته من الخلف، ولتكون هذه القوة قاعدة أمينة لقواته، تحمي ظهرها وتستند إليها وتستر انسحابها عند الحاجة.
وأصدر لهذه القوة الأمر الجازم التالي:(أحموا لنا ظهورنا، فإننا نخاف أن يجيئوا من ورائنا، وألزموا مكانكم لا تبرحوه. وإن رأيتمونا نقتل فلا تعينونا ولا تدفعوا عنا، وإنما عليكم أن ترشقوا خيلهم بالنبل، فإن الخيل لا تقدم على النبل) .
(١) - عبد الله بن جبير الأنصاري: شهد بيعة العقبة الثانية مع السبعين من الأنصار وشهد بدرا وأحدا، واستعمله رسول الله (ص) على الرماة في أحد لحماية ظهور المسلمين؛ فلما اختلف الرماة وانسحب أكثرهم من مواضعهم لأخذ الغنائم من معسكر المشركين، ثبت عبد الله في مكانه مع نفر لا يبلغون العشرة قاوم بهم هجوم خالد بن الوليد حتى فنيت نبله، فطاعن بالرمح حتى انكسر، فكسر جفن سيفه فقاتل فرسان خالد حتى استشهد بطلا. راجع التفاصيل في طبقات ابن سعد ٣/ ٤٧٥، والإصابة ٤/ ٤٥، وأسد الغابة ٣/ ١٣٠، والاستيعاب ٣/ ٨٧٧.