للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ب- كانت حركة خالد مباغتة تامة للمسلمين لم يكونوا يتوقعونها، فتبعثر أكثرهم وبقي القليل منهم الى جانب النبي صلّى الله عليه وسلم «١» يقاتلون ليشقوا لهم طريقا من بين قوات قريش التي أطبقت عليهم من كل جانب.

واستشهد كثير من المسلمين وهم يحاولون شقّ طريقهم، واستطاع المشركون أن يصلوا قريبا جدا من موضع النبي صلّى الله عليه وسلم، فرماه أحدهم بحجر أصاب أنفه وكسر رباعيّته. وتمالك النبي صلّى الله عليه وسلم نفسه، وسار مع أصحابه الباقين، فإذا به يقع في حفرة حفرها أبو عامر ليقع فيها المسلمون، فأسرع إليه علي بن أبي طالب وأخذ بيده ... ورفعه طلحة بن عبيد الله حتى استوى.

ج- أخذ المشركون يديمون زخم هجومهم للقضاء على النبي صلّى الله عليه وسلم وأصحابه، ونادى أحدهم: بأنه قتل محمدا؛ ولكن أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلم استماتوا في الدفاع عنه.

كانت أم عمارة نسيبة الخزرجية قد خرجت أول النهار ومعها سقاء لها فيه ماء، تدور على المسلمين لتسقي منهم من استسقى؛ فلما أحاط المشركون بالمسلمين وأصبح الخطر الداهم محدقا بالنبي صلّى الله عليه وسلم نفسه، ألقت نسيبة سقاءها واستلّت سيفا وأخذت تذود عن النبي صلّى الله عليه وسلم بالسيف وترمي عن القوس، حتى خلصت الجراح إليها.

وصدّ أبو دجانة بجسمه النبال المنهالة صوب النبي صلّى الله عليه وسلم، فحنى ظهره عليه والنبل يقع فيه.

ووقف سعد بن أبي وقاص الى جانب النبي صلّى الله عليه وسلم يرمي بالنبل دونه، والنبي صلّى الله عليه وسلم يناوله النبل ويترصّد له إصاباته.

ورمى النبي صلّى الله عليه وسلم عن قوسه، حتى تحطمت القوس. وتساقط المسلمون


(١) - ثبت مع الرسول (ص) أربعة عشر رجلا في أصحابه: سبعة من المهاجرين فيهم أبو بكر الصديق وسبعة من الأنصار. أنظر طبقات ابن سعد ٢/ ٤٢.

<<  <   >  >>