للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حوله صرعى واحدا بعد الآخر مستقتلين في الدفاع عنه ... حتى استطاعوا شقّ طريقهم عبر صفوف قريش الى رابية مشرفة من روابي جبل (أحد) .

وتركت هذه الاستماتة أثرها في قريش، فتوقف زخم هجومهم قليلا، واستفاد المسلمون من هذه الفرصة السانحة، فصعد النبي صلّى الله عليه وسلم بهم الى جبل (أحد) .

وفي طريق صعوده رآه كعب بن مالك الذي كان مع المسلمين الذين تفرقوا عنه، لهول صدمة مباغتة قريش لهم، ولانتشار إشاعة مقتل النبي صلّى الله عليه وسلم، فنادى كعب بأعلى صوته: (يا معشر المسلمين ... أبشروا ... هذا رسول الله) ، فلما سمعت قريش صيحة كعب لم يصدقها أكثرهم وحسبها صيحة أريد بها شدّ عزائم المسلمين، إلا أن بعضهم اندفع وراء النبي صلّى الله عليه وسلم وصحابته.

وتقدم أبيّ بن خلف وهو يقول: (أين محمد؟ لا نجوت إن نجا) . فطعنه النبي صلّى الله عليه وسلم بحربة الحارث بن الصمة طعنة جعلته يتقلب على فرسه ويعود أدراجه ليموت في الطريق، وهو أول قتيل قتل بيد النبي صلّى الله عليه وسلم.

د- وصل المسلمون الى هضبة مرتفعة من جبل (أحد) ، ولكنّ خالد بن الوليد وصل بفرسانه قريبا منهم، فقام المسلمون عليه بهجوم مضاد، واستطاعوا صدّ قواته.

هـ- ذهبت كل محاولات قريش للقضاء على المسلمين أدراج الرياح، إذ تجمّع المسلمون حول النبي صلّى الله عليه وسلم وأصبحوا تحت قيادته، بعد أن كانوا متفرقين لجمع الغنائم أولا، ونتيجة لصدمة المباغتة التي أجراها خالد بن الوليد بالالتفاف حول قواتهم وضربها من الخلف ثانيا.

وبلغ الإعياء برجال قريش حدا بالغا، وفشلت محاولاتهم الهجومية المتكررة للقضاء على المسلمين نهائيا، فقررت قريش إنهاء القتال ...

وقبل العودة أشرف أبو سفيان على الجبل، فنادى: (أفيكم محمد) ؟ فلم يجيبوه. فقال: (أفيكم ابن أبي قحافة) ؟ فلم يجيبوه. فقال: (أفيكم عمر بن

<<  <   >  >>