ولكن (إرادة القتال في الجهاد الإسلامي) ، تسيطر على المسلم في ميدان القتال أيام الحرب، كما تسيطر عليه في أيام السلام.
وإن الهدف الحيوي من الحرب هو تحطيم الطاقات المادية والمعنوية للعدو فإذا انتصر عليه في ميدان الحرب، واستطاع أن يحطم طاقاته المادية، فلا بد من جهود أخرى لتحطيم طاقاته المعنوية، ليكون النصر كاملا يؤدي الى الاستسلام.
وهنا تبدأ الحرب النفسية، التي تستهدف الطاقات المعنوية بالدرجة الأولى.
وفي تاريخ الحروب أمثلة لا تعد ولا تحصى، عن انتصارات استطاعت القضاء على الطاقات المادية، ولكنها لم تستطع القضاء على المعنوية، فكانت انتصارات ناقصة استمرت فترة من الزمن ثم أصبح المهزوم منتصرا وأصبح لمنتصر مهزوما.
فكيف يصاول الاسلام الحرب النفسية، ليصون معنويات المسلمين من الانهيار؟
كيف يحافظ الإسلام على إرادة القتال، في أيام السلام؟
لعل أهم أهداف الحرب النفسية هي التخويف من الموت والفقر ومن القوة الضاربة للمنتصر، ومجاولة جعل النصر حاسما والدعوة الى الاستسلام، وبث الاشاعات والأراجيف، وإشاعة الاستعمار الفكري بالغزو الحضاري، وإشاعة اليأس والقنوط.