للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

غلامان لقريش، فاستنطقهما الرسول صلّى الله عليه وسلم، وعلم منهما أن قريشا وراء الكثيب (بالعدوة القصوى) ولما أجابا: (بأنهما لا يعرفان عدد رجال قريش) .

سألهما: (كم ينحرون يوميا) ؟ فأجابا: (يوما تسعا ويوما عشرا) ، فاستنبط الرسول صلّى الله عليه وسلم من ذلك أنهم بين التسعمائة والألف، وعرف من الغلامين كذلك أن أشرف قريش جميعا خرجوا لمنعه.

والدورية الثانية مؤلفة من رجلين من المسلمين وصلا ماء بدر، فسمع جارية تطالب صاحبتها بدين عليها والثانية تجيبها: (إنما تأتي العير غدا أو بعد غد، فأعمل لهم ثم أقضيك الذي لك) ، فعاد الرجلان فأخبرا الرسول صلّى الله عليه وسلم بما سمعا.

ز- تأهّب المسلمون لخوض المعركة وعسكروا في أدنى ماء من بدر فجاء الحباب بن المنذر «١» الى رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فقال: (أرأيت هذا المنزل، أمنزلا أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه، أم هو الرأي والحرب والمكيدة) ؟


(١) - الحباب بن المنذر الأنصاري السلمي، يكنى أبا عمرو، شهد بدرا وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة، وشهد أحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله (ص) . يقال له ذو الرأي، سار رسول الله (ص) يبادر قريشا الى الماء، فلما جاء أدنى ماء من بدر نزل عليه، فقال الحباب بن المنذر: (يا رسول الله! أمنزل أنزلكه الله ليس لنا أن نتعداه ولا نقصر عنه، أم هو الرأي والحرب والمكيدة) ؟! فقال رسول الله (ص) : (بل هو الرأي والحرب والمكيدة) . قال الحباب: (يا رسول الله، ليس هذا بمنزل، ولكن انهض حتى تجعل القلب كلها وراء ظهرك، ثم غور كل قليب بها إلا قليبا واحدا، ثم احفر عليه حوضا، فنقاتل القوم ونشرب ولا يشربون، حتى يحكم الله بيننا وبينهم) . فقال رسول الله (ص) : (أشرت بالرأي) ، وفعل ذلك. توفي الحباب في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنهما. أنظر التفاصيل في طبقات ابن سعد ٣/ ٥٦٧، والإصابة ١/ ٣١٦، التسلسل ١٥٤٧، وأسد الغابة ١/ ٣٦٤، والاستيعاب ١/ ٣١٦، التسلسل ٤٥٨.

<<  <   >  >>