فلما أحس الأنصار أن الرسول صلّى الله عليه وسلم يريد سماع رأيهم، قام سعد بن معاذ وقال:(لكأنك تريدنا يا رسول الله) ؟ فقال:(أجل) !
قال سعد:(لقد آمنا بك وصدّقناك وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة، فامض لما أردت فنحن معك. فو الذي بعثك لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلّف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا: إنا لصبر في الحرب صدق في اللقاء، لعل الله يريك منا ما تقرّ به عينك، فسربنا على بركة الله) .
وارتحلوا جميعا حتى إذا كانوا على مقربة من (بدر) انطلق الرسول صلّى الله عليه وسلم أمام قواته وبصحبته أبو بكر، حتى وقف على شيخ من العرب فسأله عن قريش وعن محمد وأصحابه وما بلغه عنهم، قال الشيخ:(لا أخبركما حتى تخبراني: ممن أنتما) ؟
قال النبي صلّى الله عليه وسلم:(إذا أخبرتنا أخبرناك) .
علم الرسول صلّى الله عليه وسلم من شيخ العرب، أن غير قريش قريبة منه، فقال لشيخ العرب:(نحن من ماء) . ثم انصرف وصاحبه عنه والشيخ يقول:(ما من ماء؟ أمن ماء العراق) ؟ وهكذا لم يخبره الرسول صلّى الله عليه وسلم عن هويته حتى لا تعلم قريش بمواضع المسلمين.
وأرسل الرسول صلّى الله عليه وسلم دوريتي استطلاع غرضهما الحصول على معلومات عن قوة قريش ومواضعها.
الدورية الأولى مؤلفة من علي بن أبي طالب والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص في نفر من أصحابه، استطاعت الوصول الى ماء بدر، وعادت ومعها