للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال عتبة: (وماذا يا حكيم) ؟

قال حكيم: (ترجع بالناس وتحمل أمر حليفك عمرو بن الحضرمي) .

قال عتبة: (قد فعلت. أنت عليّ بذلك، إنما هو حليفي فعلي عقله «١» وما أصيب من ماله؛ فأت ابن الخنظلية- يقصد أبا جهل- فإني لا أخشى أن يشجر- أي يخالف بين الناس ويحملهم على عدم الوفاق- أمر الناس غيره) .

قال حكيم: (فانطلقت حتى جئت أبا جهل، فوجدته نثل درعا- أي أخرج درعه- من جرابها، يهنئها- أي يتفقدها ويعدها للقتال- فقلت: يا أبا الحكم، إن عتبة أرسلني إليك بكذا وكذا) ...

قال أبو جهل: (انتفخ والله سحره «٢» - يقصد أن عتبة جبن- حين رأى محمدا صلّى الله عليه وسلم وأصحابه- كلا والله لا نرجع حتى يحكم الله بيننا وبين محمد، وما بعتبة ما قال، ولكنه قد رأى أن محمدا وأصحابه أكلة جزور؛ وفيهم ابنه تخوّفكم عليه) ...

وبعث أبو جهل الى عامر بن الحضرمي فقال: (هذا حليفك يريد أن يرجع بالناس، وقد رأيت ثأرك بعينيك، فقم فانشد خفرتك) «٣» . فقام عامر بن الحضرمي فاكتشف، ثم صرخ: (واعمراه!! واعمراه!!) .

ولما علم عتبة بقول أبي جهل: (انتفخ والله سحره) قال: (سيعلم مصفّر أسته- أي الجبان- من انتفخ سحره، أنا أم هو) ؟

ولم يبق مفر ولا مهرب من القتال.


(١) - عقله: ديته.
(٢) - سحر: الرئة وما حولها.
(٣) - الخفر: بضم الخاء أو فتحها هو العهد، وأنشدها: أي أذكرها.

<<  <   >  >>