للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تظاهروا بالإسلام، ابتداء من ابن السوداء حبر يهود عبد الله بن سبأ إلى كثير من المعاصرين من الغربيين. وقل مثل ذلك في تجمعاتهم ودول حلفائهم.

وهذه معاهدة سايكس- بيكو «١» السرية شاهدة.

ولقد بلغت سياسة الغافلة أو التغرير ليس فقط أننا صادقناهم وتابعناهم، بل رضينا أن نقف معهم أو بل دونهم- وهم الأعداء- ضد إخوتنا المسلمين (العثمانيين) ، كي يعطونا حقوقنا!! كيف ذلك؟ وهُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ [المنافقون: ٤] «٢» . واليوم منا من يقوم لهم بما يريدون ويتمنون وزيادة، بل وأكثر مما يرغبون!!؟

وكل مرة نجرب ونعود نجرب. وهكذا وهكذا، حتى يظهر المستور وينكشف المخبوء وينجلي المضمور. ومع ذلك ترانا حولهم ندور! فما يمكن أن نسمي ذلك؟ أهو ... أم هو ... أم ماذا؟

إن مقتضى الأخذ بالإسلام أن يكون الولاء له صافيا وكاملا وخالصا، وينبذ كل صلة أخرى، ونعرف هؤلاء. ولا يعني ذلك أننا نعلن الحرب عليهم، دون سبب بين، بل الواجب ألّا نثق بنواياهم، ولا نواليهم أو نعتمد عليهم في أمورنا، وإن تعاملنا معهم، فهذه المعرفة لا تفارقنا. والسيرة


ولقد ذكر لي والدي- رحمة الله عليه- أنه رأى- وهو يافع- قبيل أو خلال (أثناء) الحرب العالمية الأولى، أكثر من واحد من الإنجليز قدموا إلى مدينتنا- المقدادية (شهربان) ، ديالى- على أنهم مسلمون. وأحدهم أقام في مسجد المدينة وأقبل الناس عليه فرحين بإسلامه، وكان يعرف العربية. ولما وصل الإنجليز- وكان لهم ربيئة (مقدمة لقومه للهجوم) - ترك المكان فجأة، فما عرفوا عنه شيئا واختفى سريعا. والظاهر أنه كان ضابطا، مقدمة لقومه.
(١) وهي المعاهدة السرية التي عقدت بين بريطانيا وفرنسا عام (١٩١٦ م) على توزيع البلاد العربية وجعلها مناطق نفوذ لهم، مكافأة (أو معاقبة) على وقوف العرب (المسلمين) مع الحلفاء (الأعداء المشركين) ضد الدولة العثمانية المسلمة.
(٢) أَنَّى يُؤْفَكُونَ: كيف يصرفون عن الحق إلى الباطل.

<<  <   >  >>