للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على الطاعة والفداء، تتحرك بشرعه، وتقبل على أمره.

[* تقدم الركب الميمون:]

لحق بركبه الميمون المؤمنون، باعوا أنفسهم لله، ونصروه نصرا مؤزرا وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَما ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ [آل عمران: ١٤٦] فلم يتخاذلوا، لزموا غرزه «١» ، ففازوا. وفي سبيل الله سقط على الطريق شهداء، من الرجال والنساء، شيبا وشبانا وأطفالا «٢» .

بدأ الركب الميمون السير قويا منطلقا، يقوده خاتم الأنبياء والرسل الكرام، عليه وعليهم الصلاة والسلام، ابتداء من يوم حراء.

اهتزت الأحجار بغاره فرحانا ... جاء الأمين يرتّل القرآنا

يوم نزول القرآن، نزول الماء إلى الأرض، يحييها ويخصبها ويملؤها بالبركات، وسيبقى كذلك حتى يرث الله الأرض ومن عليها، فهو وحده المنقذ من الشّقوة والكبوة، تستهلك العالمين بدونه، وبه لا بغيره يسعد الإنسان أيّما سعادة في الدنيا والآخرة.

رقص الكون فانهمر ... سال سيله نهر

طرب الكون وانتشى ... أخضر وجهه نضر

وتغنّت بقاعه ... حين صابها المطر

أخضر الماء عينه ... وغدا ثاقب النظر

والحياة جديدة ... إنسانها قد انبهر


(١) سيرة ابن هشام (٣/ ٣٣١) (الخشني، ٣/ ٤٤٠) . مغازي الذهبي (٣٧٢) . حياة الصحابة (١/ ١٥٤) . «الغرز» : ركاب الدابة يعتمد عليه في الركوب. «الزم غرزه» : الزم أمره ونهيه.
(٢) الأمثلة على ذلك كثيرة. انظر: سير أعلام النبلاء (١/ ٩٧) . حياة الصحابة (١/ ٥٩٨- ٥٩٩) . السيرة النبوية، الندوي (١٨٦) .

<<  <   >  >>