فالإسلام هو الحصن الحصين، ومنه وحده نستمد التقنين في كل الأمور، وعلى شريعته نبني الحياة الخيرة المتحضرة وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ [النور: ٤٠] فكيف نتّجه إلى من كان علينا أن نؤويه ونهديه؛ بإذن الله سبحانه وتعالى، إلى شريعته الغراء البيضاء النقية، والنبي صلّى الله عليه وسلم يقول:«أحبّ الدين إلى الله الحنيفيّة السّمحة»«١» .
ويحي على ساسة القانون ويحهم ... على جهود أضاعوها وما وجدوا
وبين أيديهم القرآن يوردهم ... أسمى المناهج والأحكام لو وردوا
[* صورة مضيئة يهبها الإيمان:]
لقد وهب الإيمان بهذا الدين، بكليته وبأعماق المسلم وكيانه، حياة جديدة، أطلقت يده في الحياة سيدا فاضلا يرعاها، ويا بني عمرانها، ويحقق إنسانيته، ارتفاعا بها، وإعلاء لشأنها، وإضاءة لطاقاتها، فكان أحدهم ويكون به على الدوام- عجيبا في كل نواحي الحياة. اللهم اجعلنا منهم، بعونك ولطفك ومنّك.
ولقد طفحت صفحات الحياة الإسلامية صورا، ما كانت لأمة غيرها، وما عرفتها- ولن تعرفها- أية حضارة أخرى. وهي ما زالت، وستبقى نابضة بالحياة نبوضها بطبيعة البناء الذي قامت عليه، وتتغذاه على الدوام.
وهنا نضع واحدة من تلك الأحاديث المضيئة تروي معاني الخير، رسمت في مشهد فاضل مضيء تنادي وتندب وتدعو وتقود وتدفع وتحرك بقوة إلى هذا السلوك.
(١) رواه البخاري: كتاب الإيمان، باب الدين يسر. انظر: أسد الغابة (١/ ٨٨) . سير أعلام النبلاء (١/ ١٥٨) .